النشاط الرياضي للطالبات
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (1355)
ورد إلى دار الإفتاء السؤالان التاليان:
سؤال من بعض المواطنين عن حكم إعداد منتخب نسائي لكرة القدم، وسؤال آخر مماثل من جامعة بنغازي عن قيام الجامعة بنشاط رياضي في كرة القدم والطائرة للطالبات البنات، علما بأن جمهور المتفرجين على هذا النشاط، هم من الرجال والنساء، فهل هذا الفعل جائز أم لا؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن الرياضات المذكورة تقتضي أن يرتدي لاعبوها لباسًا ضيّقًا لاصقًا أو قصيرًا غير ساتر، يُظهر العورة والمفاتن المأمور بسترها شرعًا، ويُبدي تقاسيم الجسم، ويقتضي الاختلاط بين الجنسين، سواء من المتفرِّجين أو اللاعبين، كما يتطلب إطلاق النظر وإرساله من المتفرجين والمدربين، المأمورين بغضّه شرعًا في قوله تعالى: )قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ( [النور:30]، كما أن ما ذكر مما تتطلبه هذه الرياضة وشبهها مخالف لما أمر الله تبارك وتعالى به النساء من التعفّف والستر، ومناقض لما فطر الله عليه المرأة من الحياء، وعليه؛ فلا يجوز للقائمين على الجامعة أو وزارة الرياضة عقد مثل هذه النشاطات، أو إنشاء مثل هذه المنتخبات، وأولياء الأمور مسؤولون عن بناتهم ومن هنّ في ولايتهم من القرابات، ومدعوون أن يتقوا الله فيهن؛ لقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قُواْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ …..)، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته) [البخاري:304/1]، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
محمد الهادي كريدان
أحمد محمد الكوحة
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
21/شعبان/1434هـ
2013/6/30م