قراءة المرأة للقرآن أمام الرجال
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (1486)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
ما حكم قراءة القرآن على الرجال بالنسبة للنساء، وهل يجوز الاشتراك في امتحان القرآن بالنسبة للنساء إذا كانت اللجنة من الرجال؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن صوت المرأة ليس بعورة على الصحيح من أقوال أهل العلم، فقد كان النساء يسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمور الشرع في حضرة الصحابة ولم ينكر عليهن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، وكان الصحابة يروون السنن وأحكام الدين عن أمهات المسلمين وغيرهن من الصحابيات، ولو كان صوت المرأة عورة ما تأتى لهن ذلك،قال الفاكهاني رحمه الله: “ولا يحل لك أيضا أن تتلذذ بسماع كلام امرأة ولو بالقرآن حيث كانت لا تحل لك، ولذلك يطلب من المرأة الإسرار بقراءتها ولو في الصلاة الجهرية ولو عند محرمها،… وأما سماع كلامها من غير قصد تلذذ به فلا شك في جوازه” [شرح الرسالة:298/2].
عليه … فإن احتاجت المرأة لقراءة القرآن أمام الرجال لحاجة كالتعليم أو الامتحان جاز ذلك، على قدر الحاجة، ولا تتكلف ترخيم الصوت، وتنغيمه، قال تعالى: )فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا(، والأولى أن تخصص الجهات المعنيّة في الأوقاف وغيرها للنساء، لـجانا ومقرئات من النساء، وعندها ينبغي للنساء الراغبات في المشاركة أن يتقيّدْن بذلك، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
غيث محمود الفاخري
أحمد محمد الكوحة
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
18/ذو القعدة/1434هـ
2013/9/23م