بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (1487)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
ما حكم صلاة الجمعة في الحقول النفطية، مع العلم بما يلي:
ـ يوجد بالحقل مسجد.
ـ المباني السكنية موجودة وثابتة.
ـ عدد المستخدمين قرابة (450) شخصًا من غير عائلات.
ـ يوجد سياج حديدي له بوابة، يحمي الحقل، والمباني، والمسجد؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فكل مكان أمكن فيه مداومة الإقامة والاستقرار، واستغنى فيه القائمون به عن غيرهم، وحصلت بجماعتهم إقامة أبهة الإسلام، وتطاول عمرانه بالناس – كما هو الحال في حقول النفط التي هي أشبه بمدن قائمة بنفسها، وكما في بعض البلدان الأوروبية التي لا توجد بها جالية مسلمة متوطنة على الدوام، وإنما تتعاقب عليها جاليات مسلمة للعمل أو الدراسة ثم يرحلون – كلّ أولئك تصح منهم إقامة الجمعة؛ لما في إقامتها من إظهار عزة الإسلام، وتحقق دوام الجماعة المسلمة في المكان، حملا للاستيطان – الذي هو شرط لإقامة الجمعة – على معنى توطن جماعات المسلمين بالمكان، بالنظر إلى مجموعهم، لا إلى آحادهم وأفرادهم.
قال ابن بشير رحمه الله: “مِن شروط أداء الجمعة موضع استيطان، والمشهور أنه لا يشترط أن يكون مصرًا، بل يجمع في القرى إذا أمكن فيها مداومة الثواء، واستغنوا عن غيرهم، وحصلت بجماعتهم إقامة أبهة الإسلام”[التاج والإكليل:159/2]، وحقول النفط اليوم، يستغني من بها عن غيرهم في معيشتهم، وتمكن بها مداومة الثواء.
وعليه؛ فيصح إقامة الجمعة في الحقول النفطية، ومن أراد من هؤلاء الذين يقيمون الجمعة في حقول النفط أن يصلي بعد الجمعة أربع ركعات ظهرا احتياطًا فحسن، كما نبه على ذلك بعض أهل العلم، جاء في الفتاوى الهندية: “ثم في كل موضع وقع الشك في جواز الجمعة، لوقوع الشك في المصر، أو غيره، وأقام أهله الجمعة، ينبغي أن يصلوا بعد الجمعة أربع ركعات، وينووا بها الظهر، حتى لو لم تقع الجمعة موقعها يخرج عن عهدة فرض الوقت بيقين، كذا في الكافي، وهكذا في المحيط” [الفتاوى الهندية:145/2]، والله أعلم .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد محمد الكوحة
أحمد محمد الغرياني
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
20/ذو القعدة/1434هـ
2013/9/25م