ارتداء المعلمة للخمار
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (1492)
السيد/ وكيل وزارة التربية والتعليم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تحية طيبة، وبعد:
فبالإشارة إلى مراسلتكم ذات الرقم الإشاري: (7599-2-2013) بشأن ارتداء بعض المدرسات الخمار أثناء التدريس، وقولكم: مما يؤثر سلبا على العملية التعليمية؛ لنقص التفاعل بين المُلقي والمتلقي؛ لأن تعابير الوجه من العوامل المهمة في زيادة العطاء وحسن التلقي والانتباه، فهل من رخصة في نزع الخمار لأجل ذلك، أم لا؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإذا كان الطلبة بالغين، أو قاربوا البلوغ، والمعلمة شابة، فيجب عليها ستر وجهها، خشية الفتنة، قال الله تعالى: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾[النور:31]، قال ابن عباس رضي الله عنهما: “وجهها وكفيها”[أضواء البيان:5/511]، وقال الحطاب رحمه الله: “واعلم أنه إن خشي من المرأة الفتنة، يجب عليها ستر الوجه والكفين”[مواهب الجليل:181/2].
والحل لهذا الإشكال وغيره – وهو الواجب على ولاة الأمر والمسؤولين – يكون بالعمل على وضع الآليات والأسس اللازمة لفصل الذكور عن الإناث، في المدارس والمعاهد والجامعات، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ألا كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع، وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته، وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده، وهي مسؤولة عنهم، والعبد راع على مال سيده، وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته) [البخاري:7138، مسلم: 1829].
فإن لم يتيسر الفصل التام في الوقت الحالي بعد بذل الوسع والطاقة، فلا أقل من فصلهم داخل ساحات المدارس والفصول وأبواب الدخول والخروج، وتخصيص المدرسين الذكور لتدريس الطلاب، والمدرسات الإناث لتدريس الطالبات، وإلزام الطالبات باللباس الشرعي المحتشم الساتر للأبدان، ومنعهن من إظهار الزينة بالأصباغ في الوجه، والتطيب والتعطر الذي يعرضهن ويعرض الشباب للفتنة والنظر المحرم, فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كل عين زانية، والمرأة إذا استعطرت فمرّت بالمجلس فهي كذا وكذا، يعني زانية) [الترمذي:2786]، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد محمد الغرياني
محمد الهادي كريدان
غيث محمود الفاخري
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
24/ذوالقعدة/1434هـ
2013/9/29م