بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (1538)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
والدي عليه دَين قدره (260,000) دينار ليبيّ، وهو عاجز عن سداده بسبب المرض، فهل يجوز له أخذ الزكاة لسداد الدَّين؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فيجوز إعطاء الزكاة لمن عليه دين وعجز عن سداده، ولا يستطيع الوفاء به؛ لأنه من الغارمين، وهم أحد مصارف الزكاة الثمانية الواردة في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾[التوبة:60]، بشرط أن يكون قد استدان في أمر مباح، فإن استدان في معصية فلا يعطى، إلا إذا تاب وحسنت توبته، قال القرطبي رحمه الله: “قوله تعالى: (وَالْغَارِمِينَ) هم الذين ركبهم الدَّيْن ولا وفاء عندهم به، ولا خلاف فيه، اللهم إلا من أدان في سفاهة، فإنه لا يعطى منها، ولا من غيرها، إلا أن يتوب”[تفسيرالقرطبي:183/8]، وقال ابن جزي رحمه الله في تفسيره: “(وَالْغَارِمِينَ) يعني: من عليه دَين، ويشترط أن يكون استدان في غير فساد ولا سَرَف”[التسهيل لعلوم التنزيل:341/1]، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
محمد الهادي كريدان
غيث محمود الفاخري
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
26/ذو الحجة/1434هـ
2013/10/31م