وثيقة شرف لحفظ الوطن .
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد ظهر بما لم يعد خافيا عن أحد، من خلال تداعيات أحداث الجمعة الدامية في طرابلس، وما قبلها وما بعدها في بنغازي، وفي غيرها من المدن الليبية.
ومن خلال أزمة النفط والماء والكهرباء.
ومن خلال عجز الدولة على أن تقدم حلولًا حقيقية للأمن في ليبيا.
من هذا كله تبين واضحا؛ أن أخطر ما يهدد مستقبل الوطن ووحدته واستقراره وأمنه، هو الغضب للعصبية والجهة والقبيلة، لذا فإن دار الإفتاء تدعو جميع المواطنين، وعلى الأخص المجالس المحلية والشورى، والحكومة وأعضاء المؤتمر الوطني العام، والعلماء وطلاب العلم، والثوار، ومكونات المجتمع المدني ومؤسساته، والإعلاميين، والحقوقيين والمحللين، والشخصيات العامة، والاتحادات النقابية والطلابية، بأسمائهم الشخصية وهيئاتهم الاعتبارية، تدعوهم جميعا أن يتبنوا هذه الوثيقة وأن يدعوا الناس إليها، ويعملوا بها، ويتبرؤوا من كل عصبية وحمية جهوية أو قبلية، تفرق الأمة، وتهدد وحدة الوطن، وهذا نص الوثيقة:
وثيقة شرف لحفظ الوطن
(وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى)
(نعلن نحن/قبيلة/مدينة ………………………………………………………………….)
أننا نعاهد الله ونلتزم بهذه الوثيقة؛ وثيقة الشرف، ونبايعه على ما جاء فيها، سعيا لمرضاة ربنا، وحفظا لوحدة الوطن.
نتعهد أننا نتبرأ تبرءا كاملا من كل آثم ظالم منفلت خارج عن القانون، ولو كان ذا قرابة منا بنسب أو قبيلة، أو بلدة أو جماعة أو حزب، فلا ندافع عنه، ولا نتستر عليه، ولا ننتصر له، ولا نكتفي بالقول: إنه مارق عنا لا يسمع منا، بل إننا أول من يأخذ على يديه، ويكف شره عن الوطن، ويتولى تقديمه للعدالة والقصاص، ولا نقبل منه صرفا ولا عدلا، حتى يكف شره، ويعود إلى رشده، وذلك عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها).
وخوفا من وعيد ربنا الذي أخبرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا, أَوْ آوَى مُحْدِثًا, فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ, لا يقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلا عَدْلٌ)، وهو صلى الله عليه وسلم قدوتنا في التبري من الظالمين، فقد تبرأ من ظلم قرابته، كما في صحيح البخاري، فقال: (إِنَّ آلَ أَبِي – يعني أقربائي من النسب – لَيْسُوا بِأَوْلِيَائِي, إِنَّمَا وَلِيِّيَ اللهُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ).
فالتبرؤ الصريح الواضح، من كل ظالم وفاجر وخارج عن القانون هو شعارنا، طاعة لله ورسوله، فلا نؤويه ولا نتستر عليه.
والله على ما نقول شهيد
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
{gallery}fatwa/Watheqa{/gallery}