التدرب على الحالات المستعجلة في قسم الطوارئ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (1588)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
أعمل في مستشفى عام في قسم الطوارئ وعامة الحالات التي تأتينا مشرفة على الموت، وحيث إني متدرب جديد، فإنه يطلب مني التدرب على هذه الحالات، وقد يحتاج المتدرب الجديد مرتين أو ثلاثة لإتقان العمل كوضع أنبوب الهواء في الفم، أو غرز إبرة في الأوردة والشرايين في الصدر، فما حكم الخطأ إذا حصل، وما حكم التدرب على من هم في غيبوبة، وما حكم محاولة علاج الميئوس منه إذا طلب أقاربه ذلك، فقد أكون عرضة للخطر إذا لم أفعل؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن الطبيب مسؤول عما يقع فيه من خطأ تجاه من يطببه، وهذه المسؤولية تعظم أو تقل بحسب نوع الخطأ ودرجته، وقد دلت الشريعة على اعتبار المسؤولية الطبية، ففي حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من تطبب ولم يعلم منه طب قبل ذلك فهو ضامن” [رواه ابن ماجه: 3466]، والحديث يستوي فيه الجاهل بالكلية، وهو الشخص الذي لم يتعلم الطب، والجاهل جزئيا وهو الشخص الذي علم الطب، وأتقن فرعًا من فروعه، ولكن يجهل الفرع الذي عالج فيه، فمثل هذا يضمن إذا تعاطى مالا يحسنه وأخطأ فيه، وإذا أتقن الطبيب عمله، وأعطى الصناعة حقها ثم حصل ضرر غير مقصود فيه لم يضمن.
وعليه فلا يجوز التدرب على هذه الحالات المستعجلة في قسم الطوارئ ولو كانت مشرفة على الموت، وكذلك من هم في غيبوبة؛ لأن هذه الحالات أولى بالرعاية العالية من غيرها؛ لخطورة ما تتعرض له أوضاعها الصحية من تطورات مفاجئة؛ لذا يجب أن يتولى العناية بها أطباء متمرسون مهرة، لا أطباء جدد يسببون أذى للمريض، وربما يقتلونه بسبب أخطائهم، وعلاج الميئوس منه جائز ما لم يكن فيه أذى للمريض أو تضييع وإهمال لمريض آخر يرجى برؤه، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد ميلاد قدور
غيث محمود الفاخري
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
27/المحرم الحرام/1435هـ
2013/12/1م