التعدي على ممرات المشاة العامة الواقعة تحت العمارات المطلة على الميادين
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (1605)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
كانت الحكومة في العهد الملكي، تشترط على من يريد بناء عمارة على واجهة أحد الميادين أوالشوارع الرئيسة، في قلب مدينة طرابلس؛ كميدان الجزائر، وشارع عمر المختار، أن يترك فضاء تحت أقواس العمارة؛ ليكون ممرا للمشاة، ويكون هذا الفضاء ملكا للدولة، ولا يزال هذا الشرط معمولا به إلى الآن، وتعارف الناس عليه، وبعد ثورة (17 فبراير)، أخذ بعض ملَّاك هذه العمارات وأصحاب الدكاكين في إغلاق هذه الأقواس، وإضافتها إلى دكاكينهم، مما يتسبب في غلق ممرات المشاة، محتجين بأن ما تحت الأقواس داخلٌ في ملكيتهم، وأن الشرط المشروط عليهم جائر لا يجوز، فما الحكم في هذه المسألة، جزاكم الله خيرا؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فهذا الفعل من أصحاب الدكاكين هو بسبب غياب القانون، ولا حق لهم فيه، وهو من التعدي على الطريق العام، الضار بالناس، والشرط الذي اشترطته الدولة قديما بترك هذا الفضاء هو للمصلحة العامة، لها الحق في اشتراطه بالقيمة التي يساويها في ذلك الوقت، ولا يُعدُّ ذلك إكراها، قال الدسوقي: “وأما لو أجبر على البيع جبرا حلالا كان البيع لازما؛ كجبره على بيع الدار لتوسعة المسجد أو الطريق أو المقبرة” [حاشية الدسوقي:9/4]، ولا يجوز لهم إغلاق هذه الممرات؛ لما في ذلك من أذيةٍ للناس، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد ميلاد قدور
أحمد محمد الغرياني
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
6/صفر/1435هـ
2013/12/9م