الاحتفال برأس السنة، وأعياد الكفار
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (1657)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
ما حكم الاحتفال برأس السنة (الكرسمس)؟ وشراء الأشياء التي تدل عليه كشجرة الصنوبر والزينة وهدايا ما يسمى (بابا نويل)؟ وما حكم الإعانة على ذلك هذه الأشياء كبيعها وإيصالها للزبائن والمشترين من المسلمين وغير المسلمين، وما حكم تهنئة النصاري في أعيادهم؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن الاحتفال برأس السنة الميلادية محرم شرعًا؛ لما فيه من إقرار لما عليه النصارى من شعائر الكفر، ورِضىً به، ويَحرم على المسلم أن يَرضى بشعائر الكفر أو يُهنئ بها غيره؛ لأن الله تعالى لا يرضى بذلك، قال تعالى: (إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ) [الزمر: 7]، وقد مَدَحَ اللهُ تَعَالَى المُؤْمِنِينَ بِعَدَمِ شُهُودِهِمْ أَعْيَادَ الكُفَّارِ الَّتِي هِيَ مِنَ الزُّورِ، قال تعالى: )وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا(، قَالَ جَمَاعَةٌ مِنَ المُفَسِّرِينَ: “هُوَ أَعْيَادُ المُشْرِكِينَ” [تفسير ابن كثير: 118/6]، وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رضي الله عنه: (لَا تَعَلَّمُوا رَطَانَةَ الأَعَاجِمِ، وَأَنْ تَدْخُلُوا عَلَى المُشْرِكِينَ يَوْمَ عِيدِهِمْ فِي كَنَائِسِهِمْ؛ فَإِنَّ السُّخْطَةَ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ) [البيهقي: 18640]، وقال ابن كثير رحمه الله: “فليس للمسلم أن يتشبه بهم لا في أعيادهم ولا مواسمهم ولا في عباداتهم؛ لأن الله تعالى شرف هذه الأمة بخاتم الأنبياء الذي شرع له الدين العظيم القويم الشامل الكامل… فإذا كان الله تعالى قد مَنَّ علينا بأن جعلنا من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، فكيف يليق بنا أن نتشبه بقوم قد ضلوا من قبل، وأضلوا كثيرًا، وضلوا عن سواء السبيل” [البداية والنهاية 142/2]، وكل أمر يتعلق بهذه الأعياد كبطاقات التهنئة، وأشجار الصنوبر، والزينة، والهدايا، لا يجوز للمسلم بيعها أو التعاطي معها؛ لأن في هذا عونا على المعصية، وقد قال الله تعالى: )وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ( [المائدة: 1]، وقد أغنى الله أهل الإسلام بما شرع لهم من عيدي السنة: الفطر والأضحى، وبما جعل لهم من العيد الأسبوعي في يوم الجمعة، وهي أعياد فرح وعبادة لله تعالى، فليس بعد هذا الحق إلا الضلال، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد ميلاد قدور
محمد الهادي كريدان
غيث محمود الفاخري
نائب مفتي عام ليبيا
27/صفر/1435هـ
2013/12/30م