بيان علماء ليبيا بشأن الأحداث في سبها .
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ وبعد؛
فإن العلماء يراقبون التدهور الأمني الخطير الذي تشهده عدد من المدن الليبية، وبالخصوص مدن الجنوب، بسبب تمرد عناصر من أعوان النظام السابق، ومحاصرتهم لمدينة سبها، والإستيلاء على قاعدتها الجوية، وقصفهم العشوائي للأحياء السكنية فيها وفي غيرها، ممَّا يعد انتكاسة في مسيرة الثورة، وجرأة غير مسبوقة، قد تعرض البلاد لخطر حقيقي يهدد استقرارها.
عليه، فإنَّنا نطالب الحكومة والمؤتمر ورئيسه المخول من قبل الأعضاء بتحمل مسؤولياتهم، واتخاذ ما يلزم لحماية المواطنين، والتصدي للعابثين بأمن البلاد، والضرب عليهم بيد من حديد والقبض على الخارجين عن القانون في كل مناطق ليبيا حتى يكونوا عبرة لغيرهم.
كما نطالبهم بالشفافية التامة في التعامل مع الأحداث، وكشف الحقيقة كاملة، حتى يكون المواطن على علم بما يجري حوله.
ويدعو العلماء الثوار البواسل في أنحاء ليبيا من أقصاها إلى أقصاها إلى أن يوحدوا صفوفهم كالعهد بهم، وأن يهبوا لنصرة الحق كما نصروه أول مرة، حتى يبسط الأمن كاملاً، وتحكم السيطرة على أرجاء الوطن الشاسعة، وتحمى حدوده المستباحة. وعلى الحكومة والمؤتمر دعمهم لتحقيق هذا الهدف، فهم القادرون في الوقت الحاضر على حفظ الأمن، إلى حين تأسيس جيشٍ وطني قادرٍ على حمايةِ البلادِ مِن أطماعِ المفسدينَ.
حفظ الله بلادنا من كل سوء، ودفع عنها شر الأشرار والمفسدين.
الموقعون على البيان:
دار الإفتاء
مجلس البحوث والدراسات الشرعية
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية
هيئة علماء ليبيا
رابطة الخطباء والوعاظ
الجمعية الليبية لعلوم الكتاب والسنة.