جزاء من ينشئ صفحات التواصل الاجتماعي التي تعين على إفساد أبناء المسلمين وبناتهم
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (1802)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
توجد بعض الغرف في صفحات التواصل الاجتماعي، تعين على إفساد أبناء المسلمين وبناتهم، ويستخدمها البعض، ويقحمون فيها صغار السن، فما الحكم في هذا الشأن؟ وما واجب الدولة اتجاهه؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإنشاء مثل هذه الغرف التي تعين على الفساد، يُعد من إثارة الفاحشة بين المسلمين، ومتوعَّد صاحبه بالعذاب الشديد، قال تبارك وتعالى: )إِنَّ الذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الذِينَ آمَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ( [النور:19]، وعلى منشئي ومعدِّي هذه الصفحات أن يتقوا الله تعالى؛ لأنهم يعينون الشيطان على إضلال عباد الله وغوايتهم، قال الله تبارك وتعالى: )إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ( [البروج:10]، وهم يساعدون على تمكين الشباب من التواصل بالفتيات على وجه محرم، قال تبارك وتعالى: )وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ( [المائدة:2].
وعلى الدولة – إن تمكنت – قفل مثل هذه الصفحات؛ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان“ [مسلم:50/1]؛ لأن مثل هذه الصفحات، مع ما فيها من مخالفات شرعية، قد تسببت في الكثير من المشاكل الاجتماعية، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد ميلاد قدور
أحمد محمد الغرياني
محمد الهادي كريدان
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
26/ربيع الآخر/1435هـ
2014/2/26م