بيع لازم صحيح

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (4091)

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

قمت بشراء منزل من والدتي، تمّ تقدير قيمته بـ 290 ألف دينار، وقد قبلتْ مني في ثمنه 200 ألف دينار، وتم على ذلك البيع والتنازل عند محررٍ للعقود، فما حكم هذا البيع؟ وهل بهذا أصبحتُ مالكًا للعقار؟ علمًا بأني قمت بصيانة المنزلِ وأجّرته وأستلمُ إيجاره.

الجواب:

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

فإنّ هذا البيع صحيحٌ، ولا يظهر أنه بيع محاباةٍ؛ لأن الأم عرضتهُ على الأخوين معًا، ولو كانت تريد أن تحابي واحدًا لما عرضته على الآخر، والذي اشتراه قد دفع جلَّ الثمن، وما تركته له الأم أقل من الثلث، فيبعد مثله عن أن يكون بيع محاباةٍ، وعلى افتراض أنه من بيع المحاباة فإن بيع المحاباة حكمه حكم الهبةِ، إذا حازه المشتري في حياةِ البائعِ صَحَّ، قال التسولي رحمه الله في حكم ما حوبيَ به: “وَأمّا إِنْ حَازَهُ الْمُشْتَرِي فِي الصِّحَّةِ حَوْزاً تَامّا فَيَخْتَصُّ بِهِ عَلَى الرَّاجِحِ” [البهجة في شرح التحفة: 2/135].

عليه؛ فإنّ ملك المشتري للعقارِ صحيحٌ، والله أعلم.

وصلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد ميلاد قدور

حسن سالم الشّريف

الصّادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

25//جمادى الأولى//1441هـ

20//01/2020م