بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (4157)
ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:
طلقت زوجتي سنة 2011م، ولها في ذمتي مؤخر صداق بقيمة: (300,000 ثلاثمائة ألف ليرة سورية)، وعليّ دينٌ لأخيها بقيمة: (100,000 مائة ألف ليرة سورية)، وأريد إبراء ذمتي، فهل أدفع (400,000 ليرة) فقط، أم أحسب الزيادة التي ترتبت على فرق سعر صرف العملة ما بين سنة 2011م و2020م؟ علما بأن متوسط سعر صرف الليرة السورية في سنة 2011م (50 ليرةً مقابل الدولار الواحد)، أما في سنة 2020م فبلغ (800 ليرة مقابل الدولار الواحد)، وأنه لم يتم الاتفاق على تقييم الدَّين ومؤخر الصداق بالدولار حين الدفع.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن المهرَ المؤجل دَين في ذمة الزوج لزوجته، ويجب دفعه عند حلول أجله، المتفق عليه في العقد، وإذا لم يُوفّه الزوج إلى أن وقعَ الطلاق؛ فيجب أداؤه عند الطلاق، ويأثم بتأخير سداده إن كان قادرا؛ لأنه ظلمٌ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ) [مسلم: 1564]، وعليه التوبة، وطلب العفو من الغرماء واسترضاؤهم، والأصل في وفاء الديون رد المثل، فترد الليرات السورية المذكورة في العقد، لكن لما كان التضخم كبيرًا، ومماطلة المدين وهو الزوج أدت إلى خسارة كبيرة للدائن، فعلى الطرف المتسبِّب في الضرر بمماطلته وهو الزوج أن يجلس مع الطرف المتضرر ويتوافقا على قيمة جديدة للدين يتقاسمان فيها الضرر تكون مرضية للطرف المتضرر بسبب التأخير وهو الزوجة، وعلى الزوج أن يحرص في هذا الصلح أن يُطيِّب خاطر الزوجة لتبرأ ذمته، أو يرفعا الأمر إلى القضاء.
جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي رقم 231 (2/24) بشأن التضخم وتغيُّر قيمة العملة: “ثَانِياً: أَمَّا التَّضَخُّمُ الْفَاحِشُ، فَإِنَّهُ يُرْجَعُ فِي تَقْدِيرِهِ إِلَى التَّرَاضِي وَإِمَّا إِلَى الْقَضَاءِ أَوِ التَّحْكِيمِ حَسَبَ الْأَحْوَالِ، ثَالِثاً: عِندَ حُصُولِ التَّضَخُّمِ الْفَاحِشِ بَعْدَ نُشُوءِ الدَّيْنِ لاَ مَانِعَ مِنِ اتِّفَاقِ الدَّائِنِ وَالْمَدِينِ عِندَ السَّدَادِ عَلَى رَدِّ الدَّيْنِ بِالْقِيمَةِ أَوْ تَوْزِيعِ الضَّرَرِ بَيْنَ الطَّرَفَيْنِ صُلْحاً، وَيَجُوزُ إِمْضَاؤُهُ قَضَاءً أَوْ تَحْكِيماً”، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
عبد الدائم سليم الشوماني
حسن سالم الشريف
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
27// رجب// 1441هـ
22// 03// 2020م