طلب فتوى
البيعالفتاوىالمعاملاتالمواريث والوصاياالهبة

قسمة بيت حسب الفريضة الشرعية

تنازل وقسمة في بيت موروث

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (4203)

 

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

يملك جدي أرضًا تنازل عن نصفها لعمي، ثم اشتركا ووالدي في بناء منزل عليها مكون من طابقين، وبعد وفاة جدي تنازل عمي لوالدي عن كامل حصته في الأرض، بما في ذلك نصيبه في إرثه من والده، كما تنازلت جدتي له عن نصيبها في المنزل من الميراث، والآن نريد إعطاء عماتي نصيبهن، فكيف تكون القسمة؟ علما بأن والدي ساكن في المنزل منذ حياة جدي حتى الآن.

الجواب:

الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإنّه يجب عمل فريضة لجدك بعد أن مات بحيث تحفظ فيها حقوق عماتك، ويعرف نصيبهن ونصيب عمك من ميراث جدك، ثم إذا تنازل عمك عن حصته لأبيك فإن تنازله لا يسري عن حصة أخواته وهن عماتك، فحقّ العمات لا يزال محفوظا في البيت من ميراث جدك.

عليه؛ فإن كان البيت مشغولا بأكمله بالسكنى من والدك منذ ذلك الوقت فالواجب على والدك أو ورثته طلب الإذن من عماتك بالتنازل عن حقهن في السكنى بقدر حظهن، أو السماحِ لوالدك بذلك بعد الوقوع والنزول، وإن لم يحصل إذن ولا مسامحة فالواجب تقدير إيجار لهن بقدر حصتهن من الميراث طول مدة سكنى والدك للبيت، وأما قسمة البيت في الوقت الحاضر فإن كانَ يقبلُ القسمة بين والدك وعماتك، دونَ ضرر يلحقهم، فالواجبُ قسمته بينهم، إذا طلبها أحدُ الأطراف، ولكل وارثٍ أن يتصرفَ في نصيبه كما شاءَ، أما إذا كان لا يقبلُ القسمة بين الورثة إلَّا بضرر يلحقهم، بحيث لا ينتفع كلٌّ بنصيبه بصورٍة صحيحةٍ، فإنّه يباعُ بما لا يقلّ عن سعرِ السّوق، ويُعطَى كلُّ وارثٍ نصيبَه مِن الثّمن، ومَن رفضَ البيع فإنّه يُجبرُ عليهِ؛ لقول الرّسول صلى الله عليه وسلم: (لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَار)[ابن ماجه:2341]، قال ابنُ فرحون رحمه الله: “وَالْأَشْيَاءُ الَّتِي لَا تَنْقَسِمُ أَوْ فِي قِسْمَتِهَا ضَرَرٌ، يَجُوزُ أَنْ يُجْبَرَ عَلَى الْبَيْعِ مَنْ أَبَاهُ إذَا طَلَبَ الْبَيْعَ أَحَدُهُمَا” [تبصرة الحكام: 2/214]. وفي حالة البيع فلأبيك الحق في طلب الشفعة، فيعطي عماتك نصيبهم بعد تقويمه، ويتملك كامل المنزل، والتقويم يكون بسعر السوق وقت القسمة، بمعرفة عدد من أهل الخبرة، والله أعلم.

وصلَّى الله على سيّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم

 

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد ميلاد قدور

حسن سالم الشريف

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

22//ذو القعدة//14411هجرية

12//07//2020م

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق