الحَمدُ للهِ القَائلِ: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرضِ} [القصص:6-7]، والصلاةُ والسلام على رسولِ الله، سيدنَا محمدٍ وآلهِ وصحبهِ أجمعين.

أمّا بعدُ:

فيتقدمُ مجلسُ البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاءِ الليبية، بالتهنئةِ للشعبِ الأفغانيّ المسلمِ، بقيادةِ حركةِ طالبانِ المجاهدةِ، بمناسبةِ انتصارِهم على قوّاتِ الاحتلالِ الأمريكيّ ومَن ساندَهم، والذي تُوِّجَ بخروجِ آخرِ جنديٍّ مِن جنودِ قواتِ الاحتلالِ هذا الأسبوعَ .

إنّ مجلسَ البحوثِ والدراساتِ الشرعية بدارِ الإفتاء الليبية، يعتبرُ هذا الحدثَ العظيمَ انتصارًا للأمةِ الإسلاميةِ، التي طالمَا عانتْ من قهرِ الأعداءِ، وتسلّطِ السفهاءِ، وتحقيقًا لوعدِ الله تعالَى لعباده المؤمنينَ بالنصرِ، إذَا مَا صَبرُوا، قال تعالى: {كَم مِن فئةٍ قليلةٍ غَلبتْ فئةً كثيرةً بإذْنِ اللهِ واللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة:249].

كمَا أنّ هذا النصرَ العظيمَ دليلٌ على أنّ الحقَّ باقٍ ما بقيَ المسلمونَ، متى مَا صبرُوا وصابَرُوا، عاملينَ بقولِ الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]، وأنّ الله تعالى يُقيّضُ لهَا في كلِّ جيلٍ مَن يجدِّدُ لها دينَها، ويحفظُ بيضتَها، ويصونُ كرامتَها، كما قالَ النبي صلى الله عليه وسلم: (يبعثُ الله على رأسِ كلِّ مائةِ سنةٍ لهذه الأمةِ مَن يجدّدُ لهَا دينَها” [رواه أبو داود].

إنّ مجلس البحوثِ وهوَ يشاركُ مسلمِي أفغانستانَ فرحتَهُم بتحريرِ بلادِهم، ينبهُ سائرَ المسلمينَ؛ ألَّا يسيرُوا خلفَ أبواقِ الإعلامِ الغربيّ، في تشويهِهِ للمسلمينَ – خاصةً أصحابَ السبقِ منهم فِي العلمِ والدعوةِ والجهادِ – إلّا ببرهاٍن واضحٍ، ودليلٍ ظاهرٍ، فإنّ الإعلامَ المذكورَ في أكثرِهِ منحازٌ ضدَّ أمتنَا الإسلاميةِ، وقد نبّه اللهُ تعالى عبادَهُ على خطورةِ التأثّرِ بدعاياتِ المرجِفينَ، وإشاعاتِ المُخذِّلِينَ، فقال تعالَى: {لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} [التوبة:47].

واللهَ نسألُ أنْ يتمَّ على المسلمينَ نعمتَهُ بالنصرِ والتمكينِ، وأنْ يتقبلَ شهداءَهم، ويجبُرَ كسرَهمْ، ويجمعَ كلمتَهم، إنّه سميعٌ قريبٌ.

مجلسُ البحوثِ والدراساتِ الشرعيةِ بدارِ الإفتاءِ.