حكم البضائع التي يتأخر أصحابها في استلامها
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (2067)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
أنا ميكانيكي جزائري الجنسية، توجد لديّ سيارات في الورشة، تركها أصحابها منذ سنوات، وبدا لي الآن أن أعود إلى بلدي، وأسلم الورشة لصاحبها، فماذا أصنع بهذه السيارات؟ علما بأني اتصلت ببعضهم وأبلغتهم بأني مسافر، وصاحب الورشة يطالبني بإخلائها، ولا أتحمل أي مسؤولية إن لم يأخذوا سياراتهم، ولكن لم يأتوا، والبعض الآخر لا أعرف هواتفهم، فطلبت من صاحب محل خردة (رابش) سيارات أن يأخذها، فقال: لا حاجة لي فيها.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن كان الواقع ما ذكر في السؤال، فإن السيارة التي علمتَ أن مالكها لا يريدها، فلك التصرف فيها كيفما شئت، وأما إذا كانوا يريدونها، أو من المحتمل أن لهم رغبة فيها، ويمكن أن يعودوا إليها ليأخذوها، فلا يجوز أخذها إلا بإذنهم، وعليك أن تتصل بهم وتحدد لهم أجلا، فإن لم يأتوا فلك أن تتصدق بها أو بثمنها في وجوه البر ومصالح المسلمين، وكذلك الحال في السيارات التي يئست من الوصول إلى أصحابها.
ويجوز لك أن تأخذ أجرة إصلاحها من ثمنها إن لم تكن أخذتها سلفًا، والباقي يصرف في المصالح العامة.
فإن لم تجد من يشتريها بعد بذل الوسع، فلك أن تضعها في أي مكان لا ضرر فيه على أحد، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد ميلاد قدور
محمد الهادي كريدان
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
26/ذو الحجة/1435هـ
2014/10/20م