حكم تصرف الإنسان في أرض خرجت عن ملكه
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (2109)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
أنا المواطن: (س)، كنت قد اشتريت هكتارين من الأرض، من السيد: (أ)، في وادي الربيع، بمبلغ: 2 مليون دينار، والتي ملكها بناءً على عقد تنازل له في أرض، من جملتها الأرض المشتراة المذكورة، أبداه لي من السيد: (م)، مرفقة لكم صور من عقود التنازل المذكورة، وبعد مدة ظهر لي أن البائع لي – السيد: (أ) – قد رد كامل الأرض، بما فيها ما باعه لي من الأرض، واليوم صاحب الأرض الأصلي استولى على كامل الأرض، بما فيها أرضي المشتراة، فهل عقد البيع المذكور صحيح نافذ؟ وهل من حق البائع لي أن يرد الأرض التي باعها لي، وقبض ثمنها؟ وعلى ملك من تعتبر الأرض المذكورة الآن؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فالذي يظهر أن البائع الذي باع الأرض المذكورة لك، قد باعها وهو مالك لها، بموجب عقد تنازل له فيها من مالكها، وقد قمت بالشراء منه بموجبه وقبض الثمن المذكور، وتمت صفقة البيع صحيحة، وخرجت الأرض من يده إلى يدك بموجب عقد البيع.
وعليه؛ تكون الأرض المشتراة من قِبلك، ودفعت ثمنها، تحت ملكك، ولا يضرُّ رجوعه فيها إلى مالكها الأصلي؛ لأن رجوعه وإقالته للبيع الأول لا تحل؛ لأن الأرض لم تعد في ملكه، وعليه يكون قد تصرف فيما لايملك، وتصرف الإنسان في غير ملكه باطل، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
محمد الهادي كريدان
أحمد ميلاد قدور
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
4/صفر/1436هـ
2014/11/27م