طلب فتوى
الغصب والتعديالفتاوىالمعاملات

إضافات الغاصب للعقار المغصوب وإصلاحاته له

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (2246)

 

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

وهب لنا والدنا منزلًا (فيلّا)، في منطقة الفرناج، كما وهب لكل واحد من إخوتنا منزلًا يسكنه، وفي سنة 1978م، قام والدنا بتأجيرها لمواطن ليبي، والذي استغل القانون الجائر رقم (4)، واستولى على (الفيلَّا)، وفي سنة 2008م، قمنا برفع القضية للقضاء، والذي حكم ببطلان عقد البيع بين الدولة والمواطن المذكور، ورجعت الفيلا إلى ملكنا، والآن ونحن نباشر تنفيذ الحكم مع المحكمة، ادَّعى المغتصب أنه قام ببعض الإصلاحات والإضافات، وطلب منا التعويض عنها، أو مقاسمة أرض (الفيلا) بيننا، فهل من حق المغتصب المطالبة بالتعويض عن هذه الإضافات؟ وهل يجوز لنا المطالبة بأجرة سكناه طيلة هذه المدة؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

ففعل الدولة حينها وما بُني عليه تعَدٍّ وغصب، لا يثبت به حق؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لَيْسَ لِعِرْق ظَالِم حَقٌّ) [أبوداود:3075]، ويجب عليكم الرجوع في كيفية استرداد حقوقكم إلى القنوات المعروفة، وما تقرره المحاكم والهيئات المخولة بذلك، ولكم الخيار؛ بين طلب هدم ما أضاف الغاصب وتسوية الأرض كما كانت، وبين أن تأخذوها ببنائها، وتدفعوا للغاصب قيمة البناء مهدومًا، قال القرافي: “وقال مالك رحمه الله: والباني بغير إذن ولا علم، له القيمة مقلوعا” [الذخيرة:213/6]، وقال العلامة الدردير: “وَخُيِّرَ رَبُّهُ أَيْ: رَبُّ الشَّيْءِ الْمَغْصُوبِ، إذَا كَانَ أَرْضًا، إنْ بَنَى الْغَاصِبُ عَلَيْهَا، فَالْخِيَارُ لِرَبِّهِ لا لِلْغَاصِبِ فِي أَخْذِهِ، أَيْ: أَخْذِ مَا غَصَبَ مِنْهُ مِن الْأَرْضِ، وَمَا فِيهَا مِنْ بِنَاءٍ أَوْ غَرْسٍ وَدَفْع، أَيْ: مَعَ دَفْعِ قِيمَةِ نَقْضِهِ” [الشرح الصغير:211/2].

ولكم الحق في أجرة المثل، عن المدة التي استولى فيها على الأرض، إن كان سكنها، أو استغلها فعلًا، على أن تتم المطالبة به عن طريق قنوات الدولة الرسمية، قال ابن القاسم رحمه الله: “كل ربع اغتصبه غاصب فسكنه أو اغتله أو أرضا فزرعها، فعليه كراء ما سكن أو زرع بنفسه، وغرم ما أكراها به من غيره، ما لم يحاب، وإن لم يسكنها ولا انتفع بها ولا اغتلها فلا شيء عليه” [التهذيب في اختصار المدونة: 89/4]، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد ميلاد قدور

أحمد محمد الكوحة

 

غيث بن محمود الفاخري

نائب مفتي عام ليبيا

12/جمادى الأولى/1436هـ

03/مارس/2015م

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق