بث برامج إذاعية حقوق نشرها محفوظة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (4594)
ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:
بعضُ المحطات الإذاعية المسموعة تقومُ ببثِّ برامج محلية من إنتاجها، وبرامج محملة من الإنترنت، مِن بعض المواقع الإعلامية والعلمية والدعويةِ، التي تبثها لنشر الوعي والثقافة، والدعوةِ إلى الخير، دون اشتراطِ أخذِ إذنٍ مسبق، كما هو الحال في بعض المواقع والصفحاتِ، مثل: يوتيوب، وإسلام ويب، والطريق إلى الإسلام، فما حكم الاستفادة من البرامج المذكورة بنسْخِها ثم بثها في المحطات المسموعة والمرئيةِ، دون أخذ إذن من المواقع والصفحاتِ المنتجة لها؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن كانت هذه البرامجُ مشتملةً على ما يدل على أن حقوق نشرها محفوظةٌ، وأنه لا يجوزُ نسخها، أو صُدِّرَتْ بما يفيدُ أنّ ما يستمع إليه المستمعُ أو يشاهده المشاهدُ هو النسخةُ الأصليةُ، أو كان محميًّا بوجهٍ مِن الوجوه، فهذا النوعُ لا يجوزُ استعماله أو بثّه إلا بإذنٍ مِن صاحب الحق؛ لأن البرنامج مِلْكٌ للجهة التي أصدرتهُ، وصرفتْ عليه الأموال، فهو مالٌ مِن أموالها، ولما كان هذا الحقّ مالًا فلا يجوزُ التعدّي عليه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لاَ يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلاَّ بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ) [السنن الكبرى للبيهقي:11545]، أمّا إن كانتْ هذه البرامج لا يوجد بها ما يدل على حفظِ الحقوقِ ومنع التعدي عليها، ودلت القرائن على أن أربابها أرادوا بوضعها في وسائل التواصل نشرها ونفع المسلمين بها، فأخذها من وسائل الاتصال وبثها في وسائل الإعلام مما يحقق أهداف أصحابها، وبذلك لا يكون في إعادة نشرها في الإذاعات والقنوات حرج، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد ميلاد قدور
حسن سالم الشريف
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
02//محرم//1443هـ
10//08//2021م