بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (2342)
السيد/ مدير إدارة الشؤون الإدارية والمالية بصندوق الزكاة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تحية طيبة، وبعد:
فبالإشارة إلى مراسلتكم بشأن السؤال عن حكم توفير بعض المستلزمات الطبية، لبعض المستشفيات والمستوصفات العامة، التابعة للدولة، والتي تعاني من عجز في الأدوية والمستلزمات الطبية؛ بسبب الأحداث الراهنة.
فالجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فقد جعل الله للزكاة مصارف لا تدفع إلا إليها، وهي الأصناف الثمانية التي ذكرها الله تعالى في قوله: )إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ( [التوبة:60].
وصرف الزكاة في المستشفيات والمستوصفات، تترتب عليه العديد من المحاذير الشرعية؛ منها صرف الزكاة من غير تمليك للفقير، ومنها انتفاع الأغنياء من أموال الزكاة.
ولكن لو كانت هناك حالات خاصة في قسم من الأقسام المسؤول عنها معروف بالحرص والأمانة، ويرى المرضى تتدهور أحوالهم وهو عاجز عن عمل ما ينقذ به حياتهم؛ فيجوز أن تلبي حاجياته لإنقاذ من تحت إشرافه، وحالهم أشبه بحال من نفقته تجب على غيره ووليه يمنعه منها، وخاصة أن الأغنياء عادة لايعالجون تحت هذه الظروف الميؤوس منها.
وينبغي على الجهات المسؤولة في الدولة توفير الاحتياجات الضرورية للمستشفيات والمستوصفات وغيرها، وكذلك ينبغي للناس أن يبادروا بجمع التبرعات لها؛ ليُسدّ الخلل والنقص في الأدوية، ولاشك أنّ من أفضل القربات صرف الأموال في مصالح المسلمين العامة، لاسيما عند شدة الحاجة وصعوبة الحياة، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد ميلاد قدور
أحمد محمد الكوحة
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
09/رجب/1436هـ
28/إبريل/2015م