بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (3778)
ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:
تعرضتُ لجلطةٍ دماغيةٍ في شهر 3 لسنة 2018م، وبقيت تحت العلاج إلى حلولِ شهرِ رمضان، ومنعني الطبيبُ من الصيام، واستمر معي العلاجُ إلى شهر 1 من سنة 2019م، هل يجوز لي أن أفدي عن شهر رمضان الماضي، وإن لم تجز الفدية ووجب القضاء، فهل يجوزُ أن أقضيهُ بعد رمضانَ القادم؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن المرض عذر من الأعذار التي تبيح الفطر في رمضان، وهو نوعان: مرضٌ يُرجَى برؤُه، وآخرُ لا يُرجى برؤه؛ فالمرض الذي يرجى برؤُه، ويتطلب أخذ العلاج – كما جاء في السؤال – يجبُ معه القضاءُ بعددِ ما فات مِن الأيام؛ لقوله تعالى: ﴿فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ [البقرة: 184].
ويحرم تأخيرهُ إلى ما بعدَ رمضان القادم إلّا لعذرٍ، قال القرافي رحمه الله: “وَيَجُوزُ تَأْخِيرُهُ – أي القضاء – إِلَى شَعْبَانَ وَيَحْرُمُ بَعْدَهُ“[الذخيرة:2/523]، ويجوز قضاؤها متتابعة ومتفرقة، قال خليل رحمه الله: “وَلا يَجِبُ التَّتَابُعُ فِي قَضَاءِ رَمَضَانَ كلِّهِ أَوْ بَعْضِهِ” [التوضيح:2/432]، ولا تجوز الفدية عن المرض إلا إذا أخر القضاء إلى رمضان الثاني من غير عذر، قال ابن الجلاب رحمه الله: قَالَ مَالِكٌ رحمه الله: وَمَنْ أَخَّرَ قَضَاءَ رَمَضَانَ مِنْ عَامٍ إِلَى عَامٍ لَزِمَهُ الْقَضَاءُ وَالْإِطْعَامُ، إِلّا أَنْ يَكُونَ مَعْذُورًا فِي تَأْخِيرِهِ، فَلَا يَلْزَمُهُ إِطْعَامٌ” [التفريع:1/184]، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد ميلاد قدور
سمير مصباح بن صابر
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
05//جمادى الآخرة//1440هـ
10//02//2019م