بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (3794)
ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:
أصبت بـ(الثالول)، فدلني صديقٌ على مقولةٍ لبعضهم، يستشفُون بِها وقتَ طلوعِ الهلالِ، أنكرتُها عليه، وهي: “يا هْلَيِّلْ يا هَلُّول اشفِ داء الثَّالُول بالتراب المبْلُول”!، فما حكمُ ذلكَ شرعًا؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن الله عز وجل ما أنزل داءً إلَّا وأنزلَ له دواءً، ففي الحديث عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: (لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ، فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ) [مسلم:2204]، وينبغي للمسلم إذا مسّه ضرّ أو أصابه وجع أنْ يفزعَ إلى مولاه، ويرقِي نفَسه بالقرآنِ، وبما صحّ مِن ألفاظ الرقيةِ الواردة في السنّة النبوية، كما يباحُ له التماسُ أسبابِ العلاجِ الأخرَى بالعقاقير المباحة، وليحذرِ الرُّقَى غيرَ الشرعيةِ؛ مما فيهِ شركٌ أو شَعوذةٌ، مِن كتابةِ طلاسمَ أو تمتمةٍ بكلام غيرِ مفهومٍ، أو غيرِ ذلكَ مِن الخرافاتِ، ففي الصحيح عَن عَوْفِ بنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: كُنَّا نَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ كَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ؟ فَقَالَ: (اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ) [مسلم:2200]، والعبارة المذكورة طلب للشفاء من غير الله، وسجع من سجع الكهان، وهو ما نهى عنه النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
عليه؛ فلا يجوز شرعًا الاستشفاءُ بهذه العبارة؛ لما فيها من استشفاء بالهلالِ، الذي لا يملكُ ضرًّا ولا نفعًا، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد ميلاد قدور
حسن سالم الشريف
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
13//جمادى الآخرة//1440هـ
18//02//2019م