(بيان مجلس البحوث والدراسات الشرعية للتنديد باقتحام الصهاينة للأقصى في شهر رمضان 1444 هـ )

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والعاقبةُ للمتقينَ، ولا عُدوانَ إلَّا على الظَّالمينَ.

والصلاةُ والسلامُ على نبينَا محمدٍ، وعلى آلِهِ وأصحابِهِ أجمعينَ.

أمَّا بعدُ :

فإنَّ ما يحدثُ هذه الأيامَ في المسجدِ الأقصَى قد تجاوَزَ المدَى، وبلَغَ مبْلَغًا يدلُّ على مدَى استهانَةِ العدوِّ المحتلِّ في فلسطينَ، بدماءِ المسلمينَ وحرماتِهم ومقدساتِهم، بلْ على مدَى استهانتهِ بأمَّةِ الإسلامِ، التي جعلَها اللهُ خيرَ أمةٍ أخرجتْ للناسِ، قال اللهُ تعالَى : {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ} [آل عمران:110].

يؤكِّدُ مجلسُ البحوثِ والدراساتِ الشرعيةِ بدارِ الإفتاءِ الليبيةِ، أنَّ ما يتعرضُ له المسلمونَ والمسلماتُ، المعتكفُونَ في المسجدِ الأقصَى – قِبلة المسلمينَ الأولَى ومسرَى نبيِّهم صلى الله عليه وسلم – مِن ضربٍ مبرِّحٍ وإهانةٍ بالغةٍ، وتدنيسٍ لمعتكَفِهم، واعتقالِ المئاتِ؛ يوجبُ نصرتَهم بكلِّ سبيلٍ ممكنٍ، قال تعالَى: {وإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ}[الأنفال:72]، وقال النبيُّ صلّى اللهُ عليهِ وسلم: {المسْلمُ أخُو المسلِمِ لَا يظلِمُهُ ولَا يُسْلمُه، ومَن كانَ في حاجةِ أخيهِ كانَ اللهُ في حاجتِهِ، ومَن فرَّجَ عن مسلِمٍ كربَةً فرَّجَ اللهُ عنهُ كُربةً مِن كرباتِ يومِ القيامَة} متفقٌ عليه.

وعلى المسلمينَ جميعًا، حكوماتٍ وهيئاتٍ وعلماءَ، وكُتّابًا وخُطباءَ وأساتذةً ورجالَ أعمالٍ وغيرهم، كبارًا وصغارًا، اتخاذُ مواقفَ صارمةٍ تجاهَ اعتداءاتِ الصهاينةِ على الأقصَى، ومساندةُ أهلِهِ ومجاورِيهِ، ودعمُهم بكافةِ أنواعِ الدعمِ الممكنةِ، فإنَّ اللهَ سائلُنا جميعًا عن ذلكَ.

ونسألُ الله تعالى أن ينصرَ المرابطينَ هناكَ، وأنْ يطهرَ المسجدَ الأقصَى مِن دنسِ الغاصبينَ، وعسَى أنْ يكونَ قريبًا.

مجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء

الأربعاء 14 رمضان 1444 هـ الموافق 5 -04- 2023 م