سحب العملة بالبطاقات المصرفية وبيعها
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (2462)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
ما حكم ما يفعله بعض الناس، من سحب الدولار من خارج ليبيا ببطاقة المصرف غير الربوية، ثم إدخاله إلى ليبيا وبيعه بسعر السوق السوداء؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإنه لا توجد إلى حد الآن بطاقة لسحب عملة أجنبية في ليبيا تستخرج بصورة شرعية صحيحة.
المصرف التجاري، ومصرف الجمهورية، توقفا منذ صَححتْ لهما دار الإفتاء الشروط، وألزمتهم بالتقيد بها، عن طريق شكاوى للّجنة المالية بالمؤتمر، ولمصرف ليبيا المركزي.
ومصرف الأمان هو الذي لا يزال يصدر البطاقات، وهو لم يلتزم بتصحيح الشروط بعد.
أما عن سحب العملة بالبطاقات وبيعها بعد ذلك في السوق فلا يجوز؛ لأنه على خلاف الغرض الذي جُعلت له هذه البطاقات، وهو الرفقُ بالناسِ ممّن يسافر لعمل أو علاج ونحوه، والعدول عن ذلك إلى تهريب العملة، واستنزاف رصيد النقد الأجنبي، الذي صار يتناقص، ويهدد حياة الناس بالغلاء الفاحش، وربما بعدم القدرة على الوصول إلى قوتهم، كما فتحت هذه التجارة البابَ لمزيد من السحت والرشاوى وأكل الحرام، فقد صار استخراج البطاقات بالرشاوى تجارةً رائجة، فهناك من ضبط ومعه أربعون بطاقة!!! والله أعلم.
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
04/شوال/1436هـ
20/يوليو/2015م