بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (2479)
ورد إلى دار الإفتاء الأسئلة التالية:
السؤال الأول:
توجد مقبرة للمسلمين في سويسرا، داخل سياج مشترك مع مقبرة للنصارى، إلا أن قبور المسلمين على حدة، ومعروف أن هذا المكان مخصص للمسلمين، فهل يجوز أن يدفن المسلم في هذه المقبرة؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فما دامت قبور المسلمين في معزل عن مقبرة النصارى ومخصص لها مكان، فلا مانع شرعا من الدفن في هذه المقبرة، والله أعلم.
السؤال الثاني:
يسمح القانون السويسري بشراء قطعة أرض داخل هذه المقبرة، حتى تصبح هذه الأرض – ومساحتها 4 أمتار تقريبا – مقبرةً خاصة بالعائلة، لفترة طويلة من الزمن، فما حكم الشرع في ذلك؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فمادام المكان الذي يُشترى داخل المقبرة، ويريد المسلم تهيئة مدفن كريم له في تلك البلاد الأجنبية؛ فلا بأس أن يشتريه ليُدفن فيه، قال الإمام أحمد رحمه الله: “لا بأس أن يشتري الرجل موضع قبره، ويوصي أن يدفن فيه، فعل ذلك عثمان بن عفان، وعائشة، وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنهم” [المغني:381/2]، والله أعلم.
السؤال الثالث:
في الأحوال العادية يستمر القبر لمدة عشرين سنة، ثم يوضع فوقه قبرٌ آخر لنفس المدة، وعلى ذلك مدة القبر غير المدفوع ستون عاما، ويبقى القبر بعدها وتبقى العظام تحت الأرض، وقد يتحول هذا القبر إلى مكان عام، فما حكم الشرع في ذلك؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فالأصل أن لا يتصرف في القبر بأي نوع من أنواع التصرف؛ لأن القبر حبس على صاحبه بدفنه فيه، قال خليل في المختصر: “والقبر حبس لا يمشى عليه ولا ينبش ما دام به” [المختصر:52]، إلا إذا تبين بأن العظام قد بليت في هذه المقبرة، ولم يبق لها أثر، فإنه يجوز لكم ردم هذه المقبرة، والدفن فيها من جديد، قال الدردير في الشرح الصغير: “إذا علم أن الأرض أكلته، ولم يبق منه شيء من عظام فإنه ينبش، لكن للدفن، أو اتخاذ محلها مسجدًا، لا للزرع والبناء) [الشرح الصغير:578/1].
عليه؛ فلا يجوز الدفن في القبر أو تغييره إلى طريق عام قبل أن يدرس أو تأكله الأرض، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد ميلاد قدور.
محمد الهادي كريدان
غيث بن محمود الفاخري
نائب مفتي عام ليبيا
19/شوال/1436هـ
04/أغسطس/2015م