بيان بحكم حلق اللحية
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان حكم حلق اللحية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإننا نعيد التذكير بالفتوى الصادرة من دار الإفتاء؛ الموجهة إلى المسئولين في الإدارات المدنية, والعسكرية, والأمنية, بأنه لا يجوز أن يجبروا أحدا على حلق لحيته, لأن ذلك من الأمر بالمعصية, المخالف لقول الله تعالى: {وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}، والمخالف لقول النبي صلى الله عليه وسلم, وسنته العملية, ففي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” أَحْفُوا الشَّوَارِبَ وَأَعْفُوا اللِّحَى” البخاري (5892), ومسلم (259)، والله تبارك وتعالى يقول: ” لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ “.
ومما لا بد من التنبيه عليه, أن العاملين في قطاعات الدولة المختلفة أمنية, أو مدنية, مطالبون بحسن الهيئة, ولياقة المظهر, وأن من السنة في إعفاء اللحية, الاعتناء بها, وتهذيبها, وتطييبها, لا أن تترك شعثاء غبراء؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:” غَيِّرُوا هَذَا بِشَيْءٍ, وَاجْتَنِبُوا السَّوَادَ “، رواه مسلم (5631)، وورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان فِي الْمَسْجِدِ، فَدَخَلَ رَجُلٌ ثَائِرَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ أَنِ اخْرُجْ كَأَنَّهُ يَعْنِي إِصْلَاحَ شَعَرِ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ ، فَفَعَلَ الرَّجُلُ ثُمَّ رَجَعَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ” أَلَيْسَ هَذَا خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدُكُمْ ثَائِرَ الرَّأْسِ كَأَنَّهُ شَيْطَانٌ “، الموطأ (1709).
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا