سداد قرض من تركة صاحبه
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (2511)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
طلقني زوجي خلعًا، وتنازلْتُ عن كامل حقوقي، وبعدها بعشرة أيام توفي، ونزلت تسوية من الشركة التي يعمل بها، وقُسمتْ حسب الفريضة الشرعية، فأخذت نصيب الأطفال (52 ألف دينار)، وكان عليه قرض من المصرف (24 ألف دينار) على البيت، فسددته من حصة الأطفال فقط، ولمّا قدم والدا المتوفّى لأخذ حصتهم من التسوية، تبيّن أن عليه قرضا آخر، والآن يريد أخو زوجي (سلفي) أن يحجر على مرتب المرحوم الضماني، حتى أسدد معهم القرض الثاني، فما حكم ذلك؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
إذا كان الحال كما ذكر في السؤال، فالواجب أن يسدَّد القرضان من كامل التركة، قبل توزيعها على الورثة؛ لأنه دين على الميت، مقدم على القسمة الشرعية، كما قال تعالى: (مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَىٰ بِهَا أَوْ دَيْنٍ) [النساء:12]، قال الدردير: “يُبدأ من تركة الميتِ أداءُ حقٍّ تعلق بعين كمرهون وجان، فمؤن تجهيزه بالمعروف، فقضاء دينه فوصاياه” [أقرب المسالك:148]، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
محمد الهادي كريدان
أحمد ميلاد قدور
غيث بن محمود الفاخري
نائب مفتي عام ليبيا
09/ذو القعدة/1436هـ
24/أغسطس/2015م