حوز الموهوب وتملكه شرط لصحة الهبة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (2558)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
نحن ثلاث أخواتٍ، تنازل لنا والدنا عن قطعة أرضٍ من جملة أرضه، وذلك بواقع (500) متر مربع لكل واحدة منا، ثم بعد التنازل المذكور بشهر وضعت الدولة في النظام السابق يدها على أرض والدنا رحمه الله، وقد تم استردادها الآن بفضل الله، وعندما أردنا أخذ الأرض، اعترض إخوتي الذكور على تنازل والدنا، وقالوا بأن ما تم التنازل عنه سيدخل ضمن جملة التركة، وسيقسم على جميع الورثة، فما هو حكم الشرع فيما ذكر؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد :
فإن التنازل المذكور هو من قبيل الهبة، وشرط تمام الهبة أن يحوزها الموهوب له في حياة الواهب، ويتصرف فيها تصرف المالك في ملكه، قال ابن أبي زيد القيرواني رحمه الله: “ولا تتم هبة ولا صدقة ولا حبس إلا بالحيازة، فإن مات قبل أن تحاز فهي ميراث” [الرسالة:117].
وعليه؛ فإن حصلت الحيازة في حياة أبيكنّ، وتصرفتنَّ في الأرض التي وهبها لَكُنَّ أبوكنَّ تصرّف الملاك، فلا يحق عندئذٍ لإخوتكنّ مطالبتكنّ بقسمة ما وُهِب لكنَّ من أبيكن، وإن لم تتحقق الحيازة حال حياة أبيكنّ، وقبل وضع الدولة آنذاك يدها على ما وهب لكُنَّ، فتعتبر الأرض كلها ميراثا، بما في ذلك القطعة الموهوبة لكُنّ، وتقسم على الفريضة الشرعية، والله أعلم .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد محمد الكوحة
محمد الهادي كريدان
غيث بن محمود الفاخري
نائب مفتي عام ليبيا
01/ذو الحجة/1436هـ
15/سبتمبر/2015م