هل تكفي شهادة الواحد في ثبوت التحبيس؟

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (5188)

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

توفي والدي، فقمت أنا وإخوتي بقسمة التركة بيننا، وكان نصيبي منها بيت والدي القديم، وبعدها أخبرني رجل مسنٌّ من أهل المنطقة؛ أنَّ بيت والدي مقام على أرض محبّسة (تاليف)، وقال لي بأن عمك له علم بذلك، وقد قام عمك بتبديلها بأرض أخرى في نفس المنطقة، وأخبرني بأنه فعل ذلك بعد سؤال المشايخ، وأفتوه بجواز تبديلها، وقد عاينت الأرض البديلة، التي دلني عليها هذا الرجل المسن، وهي موجودة إلى الآن، وبها بئر وجابية، ومزروعة شعيرًا، فما حكم هذه الأرض؟ مع العلم أني أبلغ من العمر 63 عامًا، ولا علم لي بهذا الأمر، ولم يخبرني والدي ولا عمي بها، وقد اجتهدت في البحث على من عنده علم بهذا، ولم أجد شيئًا، ولا يوجَد وثائق تثبت هذا، إلَّا خبر هذا الرجل المسن.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن كان الحال كما ذكر؛ ولم يثبت التحبيس بأيّ وجه من وجوه الثبوت، وهي: الإقرار، أو الكتابة، أو الشهادة، فالأرض والبيت ملك لصاحبهما، حتى يثبت العكس بوجهٍ صحيح؛ لأن الأصل عدم انتقال الملك، قال القرافي: “فَإِنّ الْأَصْلَ بَقَاءُ الأًمْلَاكِ عَلَى مِلْكِ أَرْبَابِهَا حَتَّى يَثْبُتَ الْنَقْلَ” [الذخيرة:53/3]، أمّا شهادة الواحد؛ فلا تكفي في ثبوت التحبيس، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

عبد الدائم بن سليم الشوماني

أحمد بن ميلاد قدور

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

01//ذو القعدة//1444هـ

21//05//2023م