بسم الله الرحمن الرحيم
رقم الفتوى (355)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
ما حكم ما يصدر من بعض الناس من قولهم ألفاظا يسبون فيها الله تعالى عما يقولون علوا كبيرا، ويسبون الدين أيضا بدعوى أنهم غاضبون، وهذه بعض الألفاظ أذكرها لفضيلتكم لكثرة شيوعها، ولزعم بعضهم أنها ليست من سب الله والدين (يلعن ربها، يلعن دينها، دين أمها، دين ربها، ربها، خير ربك) أستغفر الله، وتعالى الله عما يقولون علوا كبيرا، علما بأنهم أحيانا يخاطبون آلة، ويسبونها، كالسيارة إذا تعطلت مثلا؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن سب الله تبارك وتعالى، وسب الدين ردة عن دين الإسلام، وخروج من الملة – عياذا بالله – قال القاضي عياض: (لا خلاف أن سابَّ الله تعالى من المسلمين كافر حلال الدم)، وقال ابن راهويه: (قد أجمع المسلمون أن من سب الله، أو سب رسول الله، أنه .. كافر بذلك، وإن كان مقراً بما أنزل الله)، ولقد استفاض النقل عن العلماء في كتبهم أن سب الله والدين ردة عن دين الإسلام، سواء قصد الساب اللفظ والمعنى، أو قصد اللفظ دون المعنى، بل لقد نهى الله سبحانه عن سب آلهة المشركين كي لا يسبوا الله عدوا بغير علم، فالواجب على المسلمين جميعا أن يتقوا الله سبحانه، ويتواصوا بالحق فيما بينهم، ومن علم أنه يسب الله تبارك وتعالى، يجب رفعه للقضاء ومحاكمته، ولا يجوز للمسلمين السكوت والرضا بمثل هذا المنكر العظيم، وليس هناك فرق بين من يخاطب آلة بزعمه أو غير آلة؛ لأن الله هو رب كل شيء، والدين عنده هو الإسلام، وهذا الباب من مداخل الشيطان التي يجب سدها .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
26/شعبان/1433هـ
2012/7/16