حكم التدخين شرعا
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (2853)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
ما حكم التدخين، خاصةً في الأماكن العامة، مما يسبب أضرارًا للآخرين؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن التدخين محرم شرعًا؛ فهو من الخبائث، قال تعالى: )يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ( [المائدة:4]، وقال تعالى: )وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ( [الأعراف:157]، ولما فيه من ضررٍ على المدخنِ ومَن حوله، وإضاعة للمال، وكلُّ ما يؤدّي إلى الضرر بالنفس أو المال يكون محرمًا، باتفاق أهل العلم، قال صلى الله عليه وسلم: (لا ضررَ ولا ضِرار) ، وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال [البخاري:1426]، وقد ثبت من الناحية الطبية أنّ الدخان ضارٌّ، ويؤدّي إلى الموت، وشاربه ملقٍ بنفسِه إلى التهلكة، وقد قال تعالى: )وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ( [البقرة:195]، ويتأكد تحريم التدخين في الأماكن العامة، كالمستشفيات والحافلات والمدارس، والأماكن التي يتواجد فيها غير المدخنين؛ لما في ذلك من إيذاء وضرر للغير، قال صلى الله عليه وسلم: (لا ضَرر ولا ضِرار) [الموطأ:1435] وقال: (المسلمُ مَن سَلم المسلمونَ مِن لسانِه ويده) [البخاري:10]، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد ميلاد قدور
محمد علي عبد القادر
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
05/جمادى الآخرة/1437هـ
14/مارس/2016م