طلب فتوى
الفتاوىالمواريث والوصايا

حكم الوصية الواجبة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (2847)

 

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

تُوفِّيت والدتي رحمها الله سنة 2011م، وبعد وفاتها بخمسة أشهر قُمْنا باستخراج فريضة شرعية، حيث نصَّت الفريضة على توريث أبناء ابنها المتوفَّى قبلها؛ بناء على ما يُعرف بالوصية الواجبة، ولم تقسم تركتُها آنذاك، حتَّى قُمنا باستخراج فريضة شرعية أخرى سنة 2016 م، لم تنصّ على توريث أبناء ابنها المتوفَّى قبلها؛ بناءً على إبطال العمل بالوصية الواجبة في المحاكم الليبية، فأيّ الفريضتين نعمل بها؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن القاضي إذا نظر في مسألة وحكم فيها لا يجوز تعقبه، ولا نقض حكمه؛ لأن حكم القاضي ملزمٌ، ويرفعُ الخلاف، ولا يُنقض إلا إذا خالفَ نصًّا صحيحا صريحا؛ مِن كتابٍ أو سنةٍ، أو خالفَ إجماعًا أو قياسًا جليًّا، قال القرافي رحمه الله في الفروق، مبينًا ما يُنقض فيه قضاءُ القاضي: “وهو الحكم الذي خالف أحدَ أربعة أمور: إذا حكم على خلافِ الإجماع يُنقض قضاؤه، أو خلافِ النصِّ السالم عن المعارِضِ، أو القياسِ الجلي السالم عن المعارِض، أو قاعدة من القواعد السالمة عن المعارض” [40/4].

وأما قانون الوصية الواجبة، الذي كان معمولا به في المحاكم الليبية، فهو مخالف للنصوص الصريحة الواضحة، ولم نجد أحدًا من أهل العلم والاجتهاد المعتبرين يقول به، وإنما دعت إليه الحاجة والعواطف، ومما يدلّ على كون القانون المتبع في المحاكم اليوم ليس له علاقة بالشرع، وإنما هو إعمال للعقل، والعقول مختلفة في نظرتها لأي أمر؛ كون القانون مختلفًا من بلد إلى آخر، فالقانون المصري والكويتي يعطي الحفدة من أولاد الذكور مهما نَزَلوا، أما أولاد الإناث فلأهل الطبقة الأولى فقط، أما القانون السوري والأردني فيعطي الحفدة من الأولاد الذكور فقط، أما أولاد الإناث فلا يستحقون الوصية، وهذا عجز واضح في الاستدراك على حكم الله تعالى في المواريث.

وعليه؛ فإنَّ الفريضةَ الثانية التي لم تعمل بالوصية الواجبة هي الموافقة للشرع، كما يُندبُ لكم إعطاء أبناء الابن المتوفَّى قبل أمه، ما تطيِّبون به أنفسهم؛ لقول الله تعالى: (وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ)، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد محمد الكوحة

أحمد ميلاد قدور

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

28/جمادى الأولى/1437هـ

08/مارس/2016م

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق