حكم الكشف على المنتجات المستوردة بأجهزة غير دقيقة
بسم الله الرحمن الرحيم
رقم الفتوى (223)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي :
نحن الموظفين بمؤسسة عملها الكشف عن منتجات معينة للحكم عليها من حيث مطابقتها للمواصفات القياسية، وبعد ثورة السابع عشر من فبراير تعرضت الأجهزة المستخدمة في الكشف للسرقة، واختلفنا الآن إلى فريقين: فريق يرى إيقاف العمل إلى حين تجهيز المؤسسة؛ لأن الكشف الظاهري لا يظهر إلا القليل من العيوب، ولا يخفى ما في هذا الأمر من المخاطرة بصحة المواطنين، ويرى فريق آخر أن نستمر بالعمل؛ لأن القليل خير من لا شيء، وفي ذلك حماية للمستهلكين ولو بشكل صوري، فالبضائع داخلة سواء مرت بنا أم لا.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه.
أما بعد :
فإن كان العمل بالصورة المذكورة لا يفي بمتطلبات حماية المستهلكين، وقد تمر بعض السلع الخطيرة على المواطنين، ولا يقدرون على كشفها، فلا يحل لكم العمل بهذه الصورة؛ لأنكم بذلك تضفون شرعية على السلع الداخلة، فيستعملها من يثق فيكم، ولا يخفى ما في ذلك من الخطر والتغرير بالمواطنين، والسلع التي لا تحتاج للأجهزة الدقيقة، ويكفي فيها الكشف الظاهري، يجوز أن يكتفى فيها بذلك.
وعلى الجهات المختصة توفير الأجهزة الضرورية للعمل المذكور؛ لأن ذلك من صميم عملهم حرصاً على سلامة المواطنين، وعدم اللعب بأقواتهم، وقد جاء في الصحيح عن النبي الله عليه وسلم: ((ما من راعٍ يسترعيه الله رعية، فيموت يوم يموت وهو غاش لها، إلا حرم الله عليه الجنة)) (مسلم: 142).
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
1/رجب/1433هـ
2012/5/22