طلب فتوى
العقيدةالفتاوىقضايا معاصرة

ما حكم العلاج بالموجات بما يسمى (السبليمنال)؟

العلاج بالطاقة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (5966)

 

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

ما حكم العلاج بما يسمى (السبليمنال)، وهو علاج بالموجات؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فالسبليمنال عبارة يراد منها الاعتماد على قوة العقل الباطن أو اللاواعي وتأثيره في الشخص، وهو من العلاج بالطاقة، والعلاج بالطاقة صدر قرار من مجلس البحوث الشرعية بدار الإفتاء بالتحذير منه، مفصل لكل أنواعه، ومنها ما يرجع إلى هذا النوع الوارد في السؤال.

فذا العلاج بالطاقة الوارد في السؤال يتضمن بصفة خاصة المحاذير الشرعية الآتية:

  • أنّه يتعارض مع الإيمان بالقضاء والقدر، فالله عز وجل كتبَ مقادير كل شيءٍ إلى يوم القيامة، قال تعالى: ﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾[الحديد:22]، ولا يقع شيء في الوجودِ إلّا بمشيئته، قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ﴾ [القصص: 68].
  • يتضمن هذا العلاج وجوها لجملةٍ من العقائد الشرقيةِ الفاسدة، والفلسفات الوثنيّة، القائمة على وحدة الوجود والطاقة الكونية، التي حوّرتها الدراسات الغربية إلى علوم تدرّس.
  • يقوم العلاج بالطاقة على التعلق بالكونِ؛ رغبةً وسؤالاً وطلباً، والانصراف عن خالق الكون الذي بيده الضرّ والنفع والعطاء والمنع، وهذا خلل في عقيدة المسلم.
  • يدعو إلى ترك الأخذ بالأسباب التي أوجب الله العمل بها في حياة الناس، والاتكالِ على الأماني والأحلام، فالمريض الذي يعالج نفسه بالطاقة يوهمه المعالج أنه يمكنه أن يحقق كل ما يريده من خلال تركيزه وتفكيره المجرّد، ولا يحوجه إلى العمل الذي أوجبه الله عليه ليحصل على ما رتبه الله عليه من نتائج ومسبَّبات، فالاعتماد عليه خلل جوهري يتناقض مع عقيدة المسلم في النظام الذي وضعه الله تعالى للكون المبني على الأسباب والمسبَّبات.

عليه؛ فلا يجوز الاعتماد على هذا النوع من العلاج بالطاقة؛ ولا الذهاب إلى من يتعاطونه؛ لأنه يتعارضُ مع أحكام الشريعة الإسلامية، وينبني على معتقداتٍ فاسدةٍ، مستوردةٍ من دياناتٍ باطلةٍ، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد بن ميلاد قدور

حسن بن سالم الشريف

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

11// رمضان//1446هـ

11// مارس//2025م 

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق