التعامل مع مؤسسات الأمم المتحدة في التصنيع وغيره
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (3017)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
نحن شركة خاصة، تقوم بتركيب لوحات الطاقة الشمسية، طلبت منا إحدى مؤسسات الأمم المتحدة – وليس البعثة الأممية – تركيب هذه اللوحات في عشر مستشفيات ليبية، حتى لا تنقطع الكهرباء عنها، فأنكر علينا بعض الناس التعامل مع الأمم المتحدة، فما حكم ذلك؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن منظمة الأمم المتحدة عبارة عن تحالفٍ دوليّ، وإنْ كان هذا التحالف في جانبه السياسي والأمني تسيطر عليه الدول الكبرى وتطوعه لخدمة أهدافها وأطماعها، إلا أن بعض الأجهزة التابعة للأمم المتحدة تقدم العديد من الخدماتِ ذاتِ الطابع التعاونيّ، في مجالِ الصحةِ، أو الاقتصاد، أو الاجتماع، ممّا يدخلُ في التعاونِ الإنسانيّ المفيدِ للبشريةِ، والذي لا تحرمه الشريعة الإسلامية، ومن ذلك ما ذكر في السؤال من مساعدة المستشفيات في التغلب على مشكلة انقطاع الكهرباء.
وعليه؛ فإن خلت هذه الخدمة والإعانة من التنازل عن شيء من ثوابت الدين والوطن، ومن التعاون معهم في مخططاتهم وألاعيبهم، فلا حرج فيها، مع الحذر من الرضا بباطلهم وسياساتهم، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
25/شوال/1437هـ
31/يوليو/2016م