طلب فتوى
الفتاوىقضايا معاصرة

ما حكم إجراء عملية لإظهار العضو التناسليّ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (3202)

 

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

أبلغ من العمر (26) سنة، وُلدت بجهازٍ تناسلي أنثوي، وسُميت باسمٍ أنثوي، وتبين لي بعد البلوغ أنّ لدي تشوهًا خَلْقيًّا؛ لأن ظاهرَ جسدي ذكوري؛ فلا وجودَ لصدر، وصوتي رجولي، والكروموسومات ذكريةٌ، بل أشعر بوجود جهاز تناسلي ذكوريّ عندَ ثورانِ الشهوة، وليس فيَّ مِن الأنوثة إلا المخرج، دون رحم ولا دورة شهريةٍ، ولا ميلٍ للرجال، وأثبتت الفحوصاتُ إمكانية إجراء عملية تصحيحٍ وتجميل للعضو التناسليّ، في إحدى الدول الأوروبية، فما حكم ذلك؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فالأصلُ تحريمُ كلّ ما فيه تغييرٌ لخلقِ الله تعالى؛ لأنّه من عملِ الشيطانِ، الذي تعهدَ أنّه سيغوي به بني آدم؛ قال تعالى: (وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَّتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا) [النساء: 118-121].

ولا يمكن لأحدٍ – كائنًا مَن كانَ – أنْ يغيِّر خَلقَ الله تعالَى حقيقةً مِن ذكرٍ إلى أنثى أو العكس، فمَن خلقَه الله تعالى ذكَرًا فإنه لنْ يصير أُنثى، تحيضُ وتَلدُ، وكذا العكسُ، ومجردُ شعورِ إنسان بأنه جنسٌ آخر غيرُ الظاهرِ منه؛ ليس عذرًا لتغييرِ خلقِ الله، ولكن إذا كان الشخصُ قد خُلق من الأصلِ ذكرًا أو أنثى، ولكنّ أعضاءَه غيرُ ظاهرةٍ، فيجوزُ إعطاؤُه أدويةً أو هرموناتٍ لتقويةِ أصلِ الخِلقة، التي خلقَه اللهُ عليها، أو إجراءُ عمليةٍ جراحية تصحيحيةٍ؛ لإظهار تلكَ الأعضاءِ الموجودةِ أصلًا.

وعليه؛ فإذا كانت حالتك كما ذكرتَ، من أنَّك متحققٌ من رجولتكَ، وتشعرُ وتحسّ بوجودِ جهاز للذكورةِ، وليسَ لجهاز الأنوثة إلَّا التشوهُ الظاهريّ، فاعرضْ نفسَك على أهلِ الخبرةِ من الأطبّاءِ والأخصائيينَ الموثوقينَ المؤتَمَنينَ، فإذا تحققوا مِن أنّك ذكرٌ في الحقيقة، والجهازُ الذكريُّ موجودٌ ومتكاملٌ، ويمكنُ إظهارهُ بعملية جراحيةٍ بلا ضررٍ، وأنّه ليس لك مِن الجهاز الأنثويّ إلا التشوه الظاهريّ؛ فيجوز لك حينئذٍ إجراءُ العملية؛ لتصحيحِ الوضعِ وإزالةِ التشوهِ، وإلَّا فَلَا، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد محمد الكوحة

أحمد ميلاد قدور

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

11/جمادى الأولى/1438 هـ

08/فبراير/2017م

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق