بسم الله الرحمن الرحيم
رقم الفتوى ( )
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
في منطقتنا إذا توفي شخص ما، فإن الناس يجتمعون في صالة تابعة للمسجد، ويجلسون خمسة أيام أو ستة، وتقدم الوجبات، حيث تدفع كل عائلة في المنطقة (12) دينارا في السنة، وفي اليوم الثالث يكون تأليف، فما حكم الجلوس والأكل من الوجبات التي تقدم خلال الأيام الثلاثة الأولى، وما حكم المساعدة في تقديم الوجبات للمعزين؟.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فقد ورد النهي عن الاجتماع للطعام في العزاء، ففي حديث جرير بن عبد الله البجلي قال: “كُنَّا نَعُدُّ الِاجْتِمَاعَ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ وَصَنِيعَةَ الطَّعَامِ بَعْدَ دَفْنِهِ مِنْ النِّيَاحَةِ” [مسند أحمد:6905 ]. قال الدسوقي: “وأما جمع الناس على طعام بيت الميت فبدعة مكروهة” [حاشية الدسوقي على الشرح الكبير1 /419]، عليه؛ فلا يجوز دفع شيء لشراء طعام المآتم والعزاء؛ لما فيه من التعاون على ما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه، ولا ينبغي للناس أن يأكلوا من هذا الطعام دفعوا فيه مالا أم لم يدفعوا؛ لأنه منهي عنه؛ ولأنه يرسخ هذه العادة القبيحة التي تحول المآتم إلى ضيافة وولائم، وأما صنع الطعام لأهل الميت من بعض الأقارب أو الجيران فلا بأس به، بل هو السنة؛ لحديث عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال: لما جاء نعي جعفر حين قتل قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اصنعوا لآل جعفر طعاما، فقد أتاهم أمر يشغلهم، أو أتاهم ما يشغلهم” [رواه الإمام أحمد وأبو دود]، ولكن لا ينبغي أن يكون ذلك في إطار التجمع والاحتفال، وأما مدة التعزية فلا ينبغي أن تتجاوز ثلاثة أيام إلا لغائب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يحل لمرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد فوق ثلاث، إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا” [متفق عليه]. والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا