حكم تعدي بعض الورثة بالبناءقبل قسمة التركة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (562)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
حصلت على مزرعة من الدولة في أرض استولت عليها منا، فاستثمرت هذه المزرعة، وقمت بزراعتها وتشجيرها، والآن بعد تحرير ليبيا طالبني بقية الورثة بحصصهم من المزرعة، فهل يحق لي مطالبتهم بما دفعته في المزرعة من أموال، أو تعويضهم بحصتي من أرض أخرى لم تستول عليها الدولة؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فاستيلاؤك على أرض الورثة تعدٍ لا شبهة لك فيه، فإن وقع ما عمرَّته من الأرض في حصتك حين القسمة فلك أن تأخذه، ولزمتك الأجرة في السنوات التي استعملت الأرض فيها قبل القسمة، وإن وقعت في حصة غيرك خيّر الورثة بين أن يعطوك قيمة الزرع والشجر مقلوعاً والبناء منقوضاً، أو إزالة ما زرعت وعمرت؛ لأنك متعد لا شبهة لك، ولهم أن يصطلحوا معك بأن يكونوا شركاء لك فيما غرست في المزرعة، ولك ما انتفعت بها طيلة السنين الماضية، ولكم أن تصطلحوا فيما بينكم أي صلح آخر يحقق رضا الطرفين ما أمكن، دفعا لخصومة القربات.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
22/ذو القعدة/1433هـ
2012/10/8