حكم تزيين الساعات وغيرها بقرن اسم الجلالة واسم الرسول (الله محمد)
بسم الله الرحمن الرحيم
رقم الفتوى (554)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
كثيراً ما نرى لفظ الجلالة وبجانبها لفظ (محمد) صلى الله عليه وسلم، بهذه الطريقة (الله محمد) على الرقع، والساعات والجدران، حيث يكون اسم الله تعالى مساوياً لاسم محمد صلى الله عليه وسلم، ويكون ذلك بكثرة في الساعات التي توضع على حائط المساجد، فما حكم هذا الفعل، وكيفية التصرف مع هذا الأمر إذا كان غير جائز؟.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن توقير رسولِ الله صلى الله عليه وسلم واجب، ونصرته ومحبته المقدمة على النفس من شرط الإيمان، وقد رفع الله تعالى ذكر نبيه صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}، قال الطبري في تفسيره (492/24): فلا أذكر إلا ذكرت معي، وذلك قول: لا إله إلا الله محمد رسول الله.. فليس خطيب، ولا متشهد، ولا صاحب صلاة، إلا ينادي بها، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال حسان بن ثابت رضي الله عنه يمدح رسول صلى الله عليه وسلم:
وضمَّ الإلهُ اسمَ النبيّ إلى اسمهِ إذا قَالَ في الخَمْسِ المُؤذِّنُ أشْهَدُ
وشــــقّ لهُ منِ اسمـــهِ ليجــــلهُ فذو العرشِ محمودٌ وهذا محمـــــدُ
لكن وضع اسمه الشريف إلى جنب لفظ الجلالة في لوحات تعلق في المساجد أو في غيرها، قد يوحي بالتسوية بين الخالق والمخلوق، وهو ما حذّر منه النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما في الرجل الذي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت، فقال له “أجعلتني لله نداً، بل ما شاء الله وحده“ رواه الإمام أحمد (1742)، وقال صلى الله عليه وسلم: “لا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا ما شاء الله، ثم ما شاء محمد” رواه ابن ماجه (2109) والدارمي (2583)، وفي حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: “كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثَلاثَةَ أَسْطُرٍ: مُحَمَّدٌ سَطْرٌ، وَرَسُولُ سَطْرٌ، وَاللَّهُ سَطْر رواه البخاري (5878)، بل عندما جمع الخطيب اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم مع اسم الله تبارك وتعالى في ضمير واحد وقال: “وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ غَوَى، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” بِئْسَ الْخَطِيبُ أَنْتَ، قُلْ: وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ” رواه مسلم (1444)، وهذا كله يرشد إلى ما سبق من محاذرة التسوية بين الخالق والمخلوق، وكيفية التصرف حيال هذا الأمر الوارد في السؤال تكون بالنصيحة وبالتوجيه، وبالتي هي أحسن، وإذا كانت هذه اللوحات في المساجد فيرجع فيها إلى وزارة الأوقاف؛ لأنها الجهة المخولة بمثل هذه الأمور.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
18/ذو القعدة/1433هـ
2012/10/4