بسم الله الرحمن الرحيم
رقم الفتوى ( )
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
شخص مسحور، قام بإلقاء المصحف أرضا أكثر من مرة، وآخر مسحور ترك صلاة الجمعة، فما حكم ذلك؟.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فقد جعل الله العقل والإرادة أساس التكليف، فإذا ما فقدا فقد التكليف، واعتبر الشخص غير مسؤول عن أقواله وأفعاله، قال صلى الله عليه وسلم: ((رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل))، وفي سنن ابن ماجه: ((رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)).
وعلى ذلك فإذا بلغت درجة السحر أن جعلت الإنسان مسلوب الإرادة، فإن الله سبحانه لا يحاسبه على ما بدر منه حينئذ من أقوال وأفعال، بخلاف المسحور الذي لم تصل حالته إلى درجة سلب الإرادة، وبخلاف العاقل المختار الذي لم يفقد الإدراك، فهذان محاسبان على أقوالهما وأفعالهما، وإلقاء المصحف وامتهانه كفر، وخروج عن الإسلام، وترك الجمعة محرم لمن كان له عاقل وإدراك. والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا