بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (793)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي، وإقامة الموائد، ودعوة الناس لها؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بمولده، ولا أحد من أصحابه، لا أبو بكر، ولا عمر، ولا عثمان، ولا علي، رضي الله عنهم، ولا التابعون، ولا أبو حنيفة، ولا مالك، ولا الشافعي، ولا أحمد، ولا أحد من أهل القرون الثلاثة الأولى خير القرون، وأول من احتفل به الفاطميون في القرن الرابع الهجري، قال ابن الحاج رحمه الله: (ومن جملة ما أحدثوه من البدع، مع اعتقادهم أن ذلك من أكبر العبادات وأظهر الشعائر، ما يفعلونه في شهر ربيع الأول من المولد، وقد احتوى على بدع ومحرمات جملة) [المدخل: 10/2]، والخير كلُّ الخير في اتباع السلف، وكثيراً ما كان مالك رحمه الله يتمثل بقول القائل:
وخير أمور الدين ما كان سنةً وشرُّ الأمور المحدثات البدائع
[المدخل:242/4]، ويصعب تصوّر أن يكون الاحتفال بالموالد خيراً، وقد فات أهل القرون الثلاثة الأولى جميعاً؛ الصحابة، والتابعون، وأتباعهم، وهم الهداة الخيِّرون والمجتهدون في العبادة الحريصون، فالتمسك بهديهم أوفق، والتزام غرزهم أوثق، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم