بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (803)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
ما حكم ما يعرف بالحضرة التي يقوم بها بعض الناس في الزوايا وساحات المساجد؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن الذكر بالرقص والتصفيق، وهو مايسمى بالحضرة مما اتفق علماء المذاهب الأربعة: الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، وغيرهم على إنكاره وتحريمه، وهذه نصوصهم في ذلك، قال القاضي عياض المالكي رحمه الله: “قال التنيسى: كنا عند مالك، وأصحابه حوله، فقال رجل من أهل نصيبين: عندنا قوم يقال لهم الصوفية، يأخذون في القصائد، ثم يقومون فيرقصون، فقال مالك: أصبيان هم؟ قال: لا، قال: أمجانين هم؟ قال: لا، هم قوم مشايخ، وغير ذلك، عقلاء، فقال مالك: ما سمعت أن أحداً من أهل الإسلام يفعل هذا.”[ترتيب المدارك:28/2]، وقال أبو عبد الله القرطبي رحمه الله بعد أن ذكره: “هذا حرام عند جماعة العلماء”[الجامع لأحكام القرآن:366/10]، وأنكره كذلك أبو إسحاق الشاطبي المالكي رحمه الله في [الاعتصام:ص355]، وابن الحاج المالكي رحمه الله في [المدخل:7،6،5/2]، ونقل الونشريسي رحمه الله عن عدد من علماء المالكية ـ غير من تقدم النقل عنهم ـ إنكار ذلك وتحريمه [المعيار المعرب30/11، وما بعدها]، وقال الطحطاوي الحنفي رحمه الله: “وأما الرقص، والتصفيق، والصريخ، وضرب الأوتار، والصنج، والبوق، الذي يفعله بعض من يدعي التصوف، فإنه حرام بالإجماع؛ لأنها زيُّ الكفار”[حاشية الطحطاوي 311/2]، وقال الشربيني الشافعي رحمه الله: “قال السبكي، وهو من كبار الأئمّة الشافعية: السماعُ على الصورة المعهودة منكرٌ وضلالة، وهو من أفعال الجهلة والشياطين، ومَنْ زعم أن ذلك قُربة، فقد كذب وافترى على الله، ومن قال: إنه يزيد في الذوق، فهو جاهل أو شيطان، ومن نسبَ السماع إلى رسول الله يُؤدَّب أدباً شديداً، ويدخل في زمرة الكاذبين عليه صلى الله عليه وسلم، ومن كذب عليه متعمداً، فليتبوأ مقعده من النار، وليس هذا طريقة أولياء الله تعالى وحزبه، وأتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل طريقة أهل اللهو واللعب والباطل، وينكر على هذا باللسان، واليد، والقلب”[ مغني المحتاج:426/4]، وقال ابن قدامـة الحنبلي رحمه الله: “إن فاعل هذا مخطئ ساقط المروءة، والدائم على هذا الفعل مردود الشهادة في الشرع، غير مقبول القول”[فتيا في ذم الشبابة، والرقص، والسماع، لوح:2].
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم