الحصول على الحقوق عن طريق التزوير
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (860)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
كُلّفتُ سنة 2000 م بمهام رئيس الأمن الصناعي بالشركة، وفي سنة 2005م كُلّفتُ بمهام رئيس مكتب التغذية، وهذه التكليفات تتطلب تقاضي علاوة ندب، من الدرجة الأصلية إلى الدرجة الوظيفية المكلف بها، حسب اللوائح والقوانين، إلا أن هذه اللوائح لم يكن معمولاً بها في السابق، والآن _ بعد ثورة فبراير _ صدر تعميم من الوزارة التي نتبعها، يقضي بحق المطالبة بالحقوق السابقة، فتقدمت بشكوى، وصد ر قرار بصرف مستحقاتي، إلا أن قسم الرواتب أوقفه، وطلب مني ما يفيد أنني لاأزال أزاول هذه التكليفات، من رئيسي المباشر؛ لأن القرار الصادر من الوزارة يقضي بصرف آخر خمس سنوات من تاريخ الشكوى، فهل يجوز لرئيسي المباشر في العمل منحي هذه الإفادة، مع أنها غير موجودة في الهيكلية الإدارية الآن للوصول إلى حقي؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإذا كان واقع الحال أنك لا تزاول العمل المذكور وقت تحرير الإفادة ورئيسك يريد أن يعطيك إفادة بأنك تزاوله ؛ فهي شهادة زور لا تجوز، وقد حذر الله عز وجل من شهادة الزور، فقال تعالى: )ﯩﯪﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ( [ سورة الحج : 30 ]، وقال تعالى : )ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ [ [ الفرقان : 72 ]، وقد حذرت السنة أيضاً من ذلك .
والوصول للحق لا يكون بالتزوير والكذب، بل بسلوك القنوات الشرعية؛ كالقضاء، وديوان المحاسبة، ومن يشفعُ الشفاعةَ الحسنةَ من الصالحين.
والواجب على المسؤولين إيصال الحقوق لأصحابها بأيسر الطرق، وألايشقوا عليهم، وقد شدد الله على المسؤولين في إيصال الحقوق، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لاَ يَسْتَرْعِي اللَّهُ عَبْدًا رَعِيَّةً، يَمُوتُ حِينَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لَهَا، إِلاَّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ” [صحيح مسلم:381]، وقال صلى الله عليه وسلم: “اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ؛ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ؛ فَارْفُقْ بِهِ” [صحيح مسلم : 4826] ، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
19/ربيع الأول/1434هـ
2013/1/31