بيان دار الإفتاء بخصوص اختطاف مدير أوقاف طرابلس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبِه أجمعين، وبعد:
فإنّ ما قامت به بعض المجموعات المسلحة، من التهجم على مكتب أوقاف طرابلس، واعتقال مديره الشيخ محمد تكيتك، لهو أمرٌ مشين، وعدوانٌ آثم خاطئٌ.
ويعظم الإثم؛ عندما تقومُ بهذا الفعل مجموعةٌ محسوبةٌ على عُمّارِ المساجد، ممّن يظهرونَ التنسّكَ، والاستنانَ بسنة النبيّ صلى الله عليه وسلم.
هذا الفعل – بالخروجِ المسلحِ على مَن وُلّوا ولايةً شرعيةً على مساجدِ المسلمين، مِن قِبل وُلاة الأمرِ – هو مِن أفعالِ البغاةِ، وأعمالِ الحرابةِ وقطاعِ الطرقِ، محرمٌ شرعًا، أيًّا كان القائمُ به؛ قال الله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ)، وهو عصيانٌ لله تعالى ولرسوله؛ لقولِ النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن أطَاعني فقد أطاعَ الله، ومَن عصاني فقدْ عصَى الله، ومَن عصى أميرِي فقد عصاني(.
ومن اقترفَه فقدْ نزعَ يده مِن الطاعةِ، التي أمرَ الله تعالى بها، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)، وقال صلى الله عليه وسلم: (علَى المرءِ المسلمِ السمعُ والطاعةُ، فيمَا أحبَّ وما كرِهَ)، وسُئل النبيّ صلى الله عليه وسلم عن ولاة الجور: ألَا نُقاتلُهم؟ قال: (لَا، إلّا أنْ تَرَوا كُفرًا بَوَاحًا، لكم فيهِ مِن اللهِ بُرهانٌ)، وقال صلى الله عليه وسلم: (مَن نَزَعَ يدَه مِن طاعةٍ، لقيَ اللهَ لا حجةَ لهُ).
إنَّ ما قامتْ به هذه الجماعةُ المسلحةُ، مِن اختطافِ الشيخ (محمد تكيتك), لهوَ عملٌ إجرامِيٌّ مُغلّظ، يُحاكِي ما يقومُ به المدعوّ (ميّار) وزمرَتُه، في المنطقة الشرقيةِ, مِن الفسادِ في الأرضِ، ومؤازرةِ الباغي “حفتر”، في قبيحِ صنيعِه؛ مِن خطفِ وتقتيلِ حملةِ القرآن, وانتهاكِهم حرماتِ المساجد, باعتقالِ الأئمةِ والمحفّظينَ والدعاةِ، وأخذِهم مِن بينِ صفوفِ المصلينَ، وهم يؤمُّونَ المسلمين.
ودارُ الإفتاءِ؛ إذ تستنكرُ هذه الجريمةَ النكراءَ، وأمثالَها؛ لَتَدْعُو الجهةَ الأمنيةَ، التي تتبعُها هذهِ الجماعةُ المسلحةُ الآثمة، أن تأخذَ على أيديهِم، وتنزعَ عنهم الشرعيةَ، وترفعَ عنهم الغطاءَ؛ طاعةً لله ورسولهِ، وإبراءً لذمتِها مِن عملِ البغاةِ والمُفسدين؛ فإنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: (مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا, أَوْ آوَى مُحْدِثًا, فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ, لا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلا عَدْلٌ).
وفّق الله الجميعَ إلى الصلاحِ والرشادِ, وهدَى الله ضالَّ المسلمين, ولا حولَ ولا قوةَ إلّا بالله العلي العظيم.
دار الإفتاء الليبية
صدر يوم الخميس:
14 صفر 1437هـ
26/ 11/ 2015م
{gallery}Bynat/2015/AwqafKidNap{/gallery}