(بيانُ دار الإفتاء بخصوصِ أحداثِ “أبوقرين” الأخيرة)
بقلوبٍ مِلؤُها الحزنُ والأسَى، تلقّت دار الإفتاء نبأَ ارتقاءِ عددٍ من أبناء مدينتَي مصراتة وزليتن، نتيجةَ استهدافِهم بهجومٍ غادرٍ مِن الفئةِ الانقلابيةِ الباغية، المتحالفةِ مع ما يُسمى بتنظيمِ الدولةِ التكفيريّ في سرت، الذينَ عاثوا في الأرضِ فسادًا باسمِ الإسلامِ، والإسلامُ بريءٌ منهم، ومِن أعمالِهم وتحالفاتِهم الشيطانية.
وفي الوقتِ الذي تعزي الدارُ أُسَرَ مَن تَحسِبُهم عندَ الله مِن الشهداء، لَتُحمّلُ المسؤوليةَ المجلسَ الرئاسيَّ، المعيَّن مِن بعثةِ الأممِ المتحدة، الذي جَمّدَ الأموالَ، وشَلَّ حركةَ مؤسساتِ الدولة، وحقوق المواطنينَ في أموالِهم، وَحَرَم الثوارَ في جبهةِ (أبوقرين) مِن الدعمِ الحقيقيِّ، بالمالِ والسلاحِ، وتركَهم أمام عَدُوٍّ غادرٍ في سرت، متحالفٍ مع قواتِ حفتر، التي لا يُخفِي هذا المجلسُ تأييدَه لهَا، ولا يَقدِر حتّى أن يستنكرَ عليها غاراتِها على المدنيينَ في بنغازي ودرنة، التي أخْرجتْ ما يُسَمّى تنظيمَ الدولةِ ودمَّرتْه، ويَغُضّ هذا المجلسُ النظرَ عن تهديداتِ حفتر المُعلّنة، بالاعتداءِ على المنطقةِ الغربيةِ، والذي لا نشكُّ أنّه هو الذِي بدأَ معركةَ (أبوقرين)، بتحريكِ حلفائِهِ في سرت.
فلا ندري؛ هذا المجلسُ المقترحُ، الذِي جمّد المالَ عن الثوارِ، مع أيِّ الجبهتَينِ هو، وعلى أيِّ الضفّتينِ يقفُ؟! فلا حول ولا قوة إلا بالله على تضييعِ الأوطان.
نسألُ الله أن يرحَمَ قتلانَا، ويتقبلَهُم في الشهداءِ، ويشفيَ الجرحَى، ويعوّضَنَا خيرًا.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.
دار الإفتاء الليبية
الخميس 12 شعبان 1437هـ
الموافق:19 مايو 2016م