بسم الله الرحمن الرحيم
)بيانُ دارِ الإفتاءِ بشأنِ حصارِ درنة(
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، وبعد:
فإنّ دارَ الإفتاء تستنكرُ الحصار الظالمَ على مدينة درنة، الذي تقترفه عصاباتٌ آثمةٌ باغيةٌ، تنتمي إلى ما يُسمى بالكرامةِ، لا تراعي في المسلمينَ إلًّا ولا ذمّةً.
تحالَفوا على حصار المدينةِ، ومنعِها من الغذاءِ والدواءِ، عقوبةً على طردِها للدواعشِ، وتطهيرِها مِن عصاباتِ المجرمينَ وقطاعِ الطرقِ، وعلى وقوف أهاليها صفًّا واحدًا مع ثوارِها، في دحرِ الانقلابيين البغاةِ والمرتزقة.
حصارُ مدينةٍ بأسرِها، ومنعها مِن ضروراتِ الحياة، حتى يُعرّضوا أهلَها للموتِ؛ عدوانٌ آثمٌ، لا يرضاهُ مؤمنٌ ولا فاجرٌ، يدخلُ النارَ كلُّ مَن قامَ به وأعانَ عليهِ، أو سكتَ عنهُ مِن المسؤولينَ في هذه الحكومات، وكل مَن كان مِن جيرانِهم يشاركُ فيهِ، أو يرضاهُ ويسكتُ عنهُ، قال صلى الله عليه وسلّم: (دخلتِ امرَأةٌ النارَ في هِرةٍ حبستْها، فلم تطعمْهَا ولم تَسقِها، ولا ترَكتْهَا تأكلُ مِن خَشاشِ الأرْضِ(.
فيا جيرانَ درنةَ؛ كفارُ قريشٍ – وهمْ كفارٌ – تنادَوا لفكِّ حصارِ بني هاشمٍ، لمَّا حاصرَهم المشركونَ في مكةَ، ومزّقُوا صحيفةَ المُقاطعةِ، حفِظوا حُرمةَ الجوارِ وهم كُفارٌ، فكيفَ بكمْ وأنتم مسلمونَ لا تحفظونه ؟!!
يا مَن تحاصرونَ مدينةَ درنةَ، ويا جيرانَها؛ يُمحَى الباطلُ، ويزولُ الطّغاةُ، ولكنَّ العارَ لا يُمحَى، فانتبهُوا لأنفسِكُم.
دارُ الإفتاءِ الليبيةِ
الإثنين 14 ذو القعدة 1438 هـ
الموافق 7- أغسطس 2017 م.
{gallery}Bynat/2017/DernaSiege2017{/gallery}