بسم الله الرحمن الرحيم
بيانُ استنكارِ دار الإفتاء الليبية لقائمةِ الإرهابِ الخليجية المزعوم
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
وبعد؛
فقد شرّف الله أهل العلم برفع مكانتهم، قال تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
وإذا كان البهتانُ قبيحًا، والزورُ محرّمًا في حقّ الناسِ عامةً، فهو في حقِّ حملةِ الشريعةِ والدعاةِ إلى الله أعظمُ نكرًا، وأشدّ حرمةً، لِما فيه من الصدّ عن سبيلِ الله، والإساءة إلى حملةِ الشريعةِ، والتنفيرِ منهم، وإغراء أعداءِ المسلمين عليهم، وذلك مِن الفسادِ في الأرضِ، قال الله تعالى: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا).
وإنّ دارَ الإفتاءِ الليبية، لَتستنكرُ أشدَّ الاستنكارِ، الزجَّ بأسماءِ العلماءِ والدعاةِ في قائمةِ الإرهابِ المزعومِ، الذي صار في هذه الأيامِ من الوشايةِ الكاذبةِ؛ لإغراءِ أعداءِ الأمة على كلّ مَن لا يَرضى من العلماءِ بظلمِ الحكامِ، ويناصرُ قضايا الشعوبِ المغلوبةِ على أمرِها، وعلى رأسِها قضيةُ فلسطين.
ومع استنكار الدار للقائمة المذكورةِ، وما فيها من تشويهٍ وتشهيرٍ بأفاضلِ الأمةِ، في تخصصاتٍ متعددةٍ، ومنها دعاتُها وعلماؤُها، ومؤسسات خيرية لها أيادٍ بيضاءَ في خدمةِ المسلمين، فإننَا نستنكرُ على وجهِ الخصوصِ، وضعَ اسمِ شيخِ العلماء المجاهدينَ؛ فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحادِ العالمي لعلماء المسلمين، ومِن ليبيا سماحة المفتي الشيخ الدكتور الصادق الغرياني، والشيخ الدكتور علي الصلابي، عضو الاتحاد العالمي لعلماءِ المسلمين، ضمنَ قائمةِ مَن وُصفُوا زورًا بالإرهابِ.
وذلك لِما عُرفُوا به مِن السماحةِ والتيسيرِ، ونشرِ الاعتدالِ والوسطيةِ، والبعدِ عن كلِّ أوجهِ التشدّدِ والغلوّ، كما تدعو الدارُ المؤسساتِ الحقوقيةَ في العالم الإسلاميّ، أن تقومَ برفعِ دعاوَى حسبةٍ، لدى المحاكمِ المختصةِ في كلِّ دولة، نيابةً عن الأمةِ؛ لملاحقةِ المسؤولين على إصدارِ قوائمِ الزورِ، دفاعًا عن علمائِهِم.
حفظَ اللهُ بلادَ الإسلامِ مِن كيدِ الكائدينَ، ومكرِ الظّالمينَ.
دار الإفتاء الليبية
صدر في: 19 رمضان 1438هـ
الموافق: 14/ 6/ 2017م
{gallery}Bynat/2017/GulfTerror{/gallery}