بيان تأييد اتفاق (تونس) بين المؤتمر والبرلمان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإن الله تبارك وتعالى يقول: (إنما المؤمنون إخوةٌ فأصلحوا بين أخويكم).
ومجلسُ البحوث والدراسات الشرعية، التابعُ لدار الإفتاء؛ إذ يبارك صدور وثيقة إعلان المبادئ، التي وقع عليها طرفا الحوار في تونس، بتاريخ 6-12-2015، بين البرلمان والمؤتمر، ليُذَكّر الطرفين؛ بضرورةِ العملِ على تحكيمِ مبادئِ وأحكامِ الشريعةِ الإسلاميةِ، وتغليبِ المصلحةِ العليَا للبلدِ، والإسراعِ نحو المصالحةِ الوطنيةِ الشاملة.
كما يدعو المجلسُ قادةَ الثوارِ، وتجمعاتِ الميادينِ، وكافةَ النخبِ السياسيةِ، ومجالسَ الحكماءِ والأعيانِ والشورَى والشيوخ، إلى دعمِ وثيقةِ طرفَي الحوارِ، ويدعُوهُم جميعًا إلى البناءِ على مخرجاتِ مُلتقى الوفاقِ الوطنيّ، الذي انبثَقَتْ عنه مبادئُ حاكمةٌ، اتفقتْ عليها كافةُ الأطرافِ المشاركةِ، مِن مُختلِفِ التوجهاتِ والمدنِ والمناطقِ.
فقدْ أثبتَ الليبيونَ؛ أنّه إذا خَلُصَتِ النوايا؛ فإنّه يمكنُهم أنْ يحقّقُوا في زمنٍ قصيرٍ، ما عجزتْ عنه بعثةُ الأممِ المتحدةِ في أكثرَ مِن سنةٍ، فضلًا عمّا يسُدّهُ الاتفاقُ الليبيُّ الليبيّ، مِن أبوابِ التدخلاتِ الأجنبيةِ، التي أكّدتِ التجارِبُ الواقعيةُ، أنَّها ما حلَّت ببلدٍ، إلَّا وزادَ الخرْقُ فيه اتّساعًا، والأزمةُ تفاقُماً.
عسى اللهُ تعالَى أن يجمعَ بهذا التوافقِ الكلمةَ، ويحقنَ الدماءَ، ويؤلِّفَ بينَ القلوبِ، فإنّ الله تباركَ وتعالى يقولُ: (والصلحُ خيرٌ)، ويقولُ عزّ وجلّ لنبيهِ صلى الله عليه وسلم: (لَو أنفقتَ ما فِي الأرضِ جميعًا ما ألّفتَ بين قلوبِهم ولكنَّ اللهَ ألفَ بينَهم إنّه عزيزٌ حكيمٌ(.
وقال صلى الله عليه وسلم: (والّذي نفسِي بيدِه، لا يسألُونِي خطّةً يعظّمونَ فيها حرماتِ الله، إلا أعطيتُهم إيّاها).
وفقَ اللهُ الجميعَ لِما يحبّه ويرضَاهُ، وجمَعَ كلمةَ الليبيينَ على الحقِّ والعدلِ، إنّه وليُّ ذلكَ والقادرُ عليهِ.
مجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء الليبية
27 صفر 1437 هـ
الموافق 9 ديسمبر 2015 م
{gallery}Bynat/2015/TunisSupprtBayan{/gallery}