طلب فتوى
2016البيانات

(تعزية في شهداء معسكر تدريب الشرطة بزليتن، ونصيحة وتوجيه) – بيان رقم 1 لسنة 2016

بسم الله الرحمن الرحيم
(تعزية في شهداء معسكر تدريب الشرطة بزليتن، ونصيحة وتوجيه) – بيان رقم 1 لسنة 2016

تتقدم دار الإفتاء بأحر التعازي، لأهالي الشهداء – نحسبُهم كذلكَ عندَ الله – الذينَ قُتلوا غيلةً وظلما صباح الخميس؛ 27 ربيع الأول 1437 هـ، في هجوم غادر استهدفهم في معسكر للتدريب، بمدينة زليتن، نسألُ اللهَ أن يشفِّعَهم في أهاليهِم، ويغفرَ لهم، وأن يشفي الجرحى شفاء لا يغادرُ سقمًا.

وتُذكّرُ دارُ الإفتاءِ بفضلِ الإعداد والتدريب للحراسة في سبيل الله، وحفظ أمن المسلمين، وما لذلك مِن ثوابٍ عظيمٍ عندَ اللهِ تعالى، قال تعالى: (وأعدُّوا لهُم ما استطعتم مِن قوةٍ ومن رباطِ الخيل).
وقال صلى الله عليه وسلم: (ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرميُ).

وتهيبُ دارُ الإفتاء مجددًا، بكتائبِ الثوارِ المكلفين مِن رئاسة الأركان؛ أن يهبوا جميعًا متعاونين؛ لحفظِ الأمنِ، ولا يتوانَوا في تخليصِ البلادِ مِن البغاةِ والمجرمين والانقلابيّين، وقطاع الطرق، فإنّ عدوَّهم صارَ يتخطّفُهم، ويُخَذّلُ بينهم، وليكونوا يدًا واحدة على من سواهم، فلا يتهاونوا ولا يختلفوا.

 

كما تذكر الدار أعضاء المؤتمر الوطني العام، وأعضاء البرلمان، وكذلك شيوخ القبائل والنخب والأعيان، في الشرق والغرب والجنوب، بأن يكونوا على مستوى المسؤولية في هذا الوقت العصيب، ويسارعوا بِتنفيذِ بَيان مَجلس الوفاق الوطني؛ لِتشكيل حكومة واحدةٍ في زمن الأسبوعين، الذي حدده البيان، وأن يواصلوا العمل لذلك الليل بالنهار، ولا ينشغلوا بأمر آخر، ولا يتباطؤوا، ولا يتهاونوا، لأن كل تأخيرٍ وبطء – وبالأخص من لجان المؤتمر والبرلمان، الذين تعقد عليهم الآمال – يكونُ سببا في حصد مزيد من الأرواح، يتحملون ببطئهم وتأخرِهم وزرَه وإثمَه وتبعاتِه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ألَا فكُلكُم راعٍ، وكلكُم مسؤول).

كما تدعو الدار الحكومة والوزارات، وكافةِ الأجهزة والجهاتِ ذاتِ العلاقة، إلى بذلِ الجهدِ وتقديمِ الدعمِ، للمرابطين في البواباتِ الأمنية، وتوفير كافةِ المعداتِ اللازمة، بما يُمكِّنُهم مِن أداءِ مهمتهمْ على أكملِ وجهٍ، ويحفظُ سلامتَهم، وأن تتمَّ محاسبةُ المقصرينَ والمتهاونين.

وتوصِي الدارُ – كما أوصت من قبل – كافةَ الثوارِ وقادتَهم، بالاعتصامِ بالكتابِ والسنة، والتحاكمِ إلى شرعِ الله، في كافة أمورهم؛ صغيرِها وكبيرِها، وأن يبتعدُوا عن الظلمِ وانتهاكِ الحرماتِ، ولا يسمحُوا للعصبياتِ الجهوية والقبليةِ، ولا للخلافاتِ، أنْ تشقَّ صفَّهم، وتفرقَ جمعَهم، وأن يكونوا كالبنيانِ المرصوصِ، يشدُّ بعضُه بعضًا، قالَ تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ)[الصف:4].

وتذكر الدار أيضًا؛ ببيان مجلس البحوث والدارسات الشرعية التابع لها، الصادر بتاريخ: 29 شوال 1436هـ، الموافق: 14أغسطس 2015م، بخصوص مدينة سرت، والذي نبَّه فيه المجلس على وجوب الاستنفار التام لرئاسة الأركان العامة، ومؤسسات الدولة الشرعية؛ لمحاربة هذا التنظيم المنحرفِ بكافة الوسائل، وضرورة قيام الدعاة والعلماء بواجب الوقت، وهو التصدّي لهؤلاء الظلمة المتسلطين، وكشفِ فكرهم الفاسدِ، وتحذيرِ المسلمين منهم ومِن شرهم.

كما تدعو الدار جميع الليبيين إلى التنبُّه واليقظة؛ لمنع استغلال الأفاكين، ومخابرات الدول الأجنبية، لجعل أرضنا ساحةً لتصفية الحسابات بينها، ونقل معاركها لبلادنا.

والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

دار الإفتاء الليبية
صدر يوم الخميس 27 ربيع الأول 1437 هـ
الموافق 7 يناير 2016 م

{gallery}Bynat/2016/Zliten{/gallery}

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق