طلب فتوى
الأسرةالطلاقالفتاوى

الوعد بالطلاق لا يعد طلاقا

الفرق بين الوعد بالطلاق وإيقاع الطلاق

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (4163)

 

السيد المحترم/ رئيس القلم بمحكمة باب بن غشير الجزئية.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تحية طيبة، وبعد:

فبالنظر إلى مراسلتكم المتضمنة طلب الرأي الشرعي في الاعتداد بالطلاق، الواقع من السيد: (م)، على زوجته: (ف)، حيث إن الطلاق لم يكن بصريح لفظ الطلاق، وإنما بصيغة: (تزيدي كلمة بخصوص الموضوع راني انطلقك)، فردت الزوجة: (والله معقولة) ولم تزد كلمة بعد ذلك، ولم يكن في نية الزوج إيقاع الطلاق بهذا اللفظ، وعند تواصل دار الإفتاء مع الزوج أكد ذلك؛ بأن نيته أنها لو زادت كلمة في الموضوع فسألقي الطلاق عليها، ولم يكن ينوي أن الطلاق واقع عليها بمجرد كلامها، وذكر أنه اعتقد أن هذا طلاقٌ يحتسب عليه ولو لم ينوِ، علمًا بأنه طلق مرتين بغير هذا اللفظ.

الجواب:

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أمّا بعد:

فاللفظ المذكور لا يدل على وقوع الطلاق؛ لأنه وعدٌ بإنشاء الطلاق، إن زادت الزوجة كلمة في الموضوع المعهود بينهما -لا تعليقه على زيادة كلمة مطلقًا مهما كانت- كما تدل القرائن، فلا يكون الطلاق واقعًا إذا زادت كلمة، إلا إذا كان الزوج قد أراد بلفظه وقوع الطلاق بمجرّد تكلم الزوجة في الموضوع المعهود بينهما، فإنه حينها يلزمه الطلاق إذا تكلمت في هذا الموضوع، فإذا لم ينوِ ذلك فلا يلزمه الطلاق؛ لأن صيغته صريحة في الوعد بالطلاق مستقبلًا، قال الحطاب رحمه الله : “قَالَ مَالِكٌ: وَلَوْ قَالَ لِزَوْجَتِهِ إِنْ قَدِمْتُ مِنْ سَفَرِي [هَذَا] لَأُطَلِّقَنَّكِ فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ إِذْ طَلَاقُهَا لَيْسَ طَاعَة لِلهِ عز وجل فَيُؤْمَرُ بِهَا” [تحرير الكلام في مسائل الالتزام: 152]، وقال البرادعي: “وَمَن قَالَ لِامْرَأَتِهِ: وَاللهِ لَأُطَلِّقَنَّكِ، فَلَيْسَ بِمُولٍ، وَلاَ يُمْنَعُ مِنَ الْوَطْءِ، فَإِن شَاءَ طَلَّقَ فَبَرَّ فِي يَمِينِهِ، وَإِن لَّمْ يُطَلِّقْ لَمْ يَحْنَثْ إِلاَّ بِمَوْتِهِ، أَوْ مَوْتِهَا، وَلاَ يُجْبَرُ عَلَى الْكَفَّارَةِ” [تهذيب مسائل المدونة: 2/101].

عليه؛ فإن كان الحال كما ذكر، فلا يقع الطلاق، ولا تُحتَسَبُ عليه طلقة، بهذا اللفظ المذكور، مع عدم نيته الطلاقَ به، والله أعلم.

وصلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

عبد الدائم بن سليم الشوماني

حسن سالم الشريف

 

الصّادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

04// شعبان// 1441هـ

29// 03// 2020م

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق